ايقونة انتصاف العيد

عيد انتصاف الخمسين

عيد انتصاف الخمسين

أربعاء نصف الخمسين في مسيرتنا بعد الفصح نحو العنصرة، هو يوم الأربعاء الذي يلي أحد المخلّع.

انتصاف العيد بالأساس هو انتصاف عيد المظال اليهودي أحد الأعياد اليهوديّة الكبيرة الثلاثة التي هي الفصح والعنصرة والمظال.

لقد تحققت النبوءات بالرب يسوع المسيح لأنّه “هو” أي يهوه المخلّص، وأخذت به الأعياد اليهودية ملئها.

فإذا كان عيد الفصح قد خُصّص لتذكار عبور البحر الأحمر، وعيد الخمسين قد خُصّص لتذكار صعود موسى إلى جبل سيناء لتسلّم ناموس الله، فإن عيد المظال الذي يأتي بعد قطف الأثمار في منتصف الشهر السابع، بعد سبعة أشهر مِن الفصح اليهوديّ، قد خُصّص ليتذكّر اليهود كيف حفظهم الله في ترحالهم في البريّة بعد خروجهم من مصر.

ايقونة نصف الخمسين
ايقونة نصف الخمسين
وقد سُميّ عيد المظال لأن كان اليهود ينصبون الخيام في الساحات وأفنية الدور وعلى سطوح منازلهم، ويقطنون فيها خلال فترة العيد التي تدوم سبع أيام. وكانوا يشعلون القناديل في المساء للاعتراف بحماية الله ووقايته لهم بالسحابة المنيرة خلال رحلتهم في الصحراء.

وخلال الأيام السبعة الأولى للعيد، كان اليهود يحضُرون ماء من بركة سلوام، في إناء ذهبي، ويسكبه رئيس الكهنة أمام الشعب ليُعلِنَ أنّ من كان عطشانًا فليقترب ويشرب.

وكان ذلك إشارة إلى الصخرة التي ضربها موسى التي كانت تفيض ماء في البريّة والتي قال بولس الرسول عنها أنّها كانت المسيح.

أمّا في اليوم الثامن فلا يحضر الكاهن ماءً من البركة إشارة إلى أن الشعب يشرب من ينابيع كنعان وليس من مياه البرّية. واليوم الثامن في المسيحيّة هو اليوم الملكوتي الذي صنعه المسيح.

نجد في المقطع الإنجيلي الذي يُقرأ في هذا اليوم (يو١٤:٧-٣٠) تعجّب اليهود من تعليم يسوع، ويسألون «كَيْفَ هذَا يَعْرِفُ الْكُتُبَ، وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟». وسأل الشعب:”أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقًّا؟”.

 الجواب نعم، هو المسيح المخلّص.

وها فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». (يو٣٧:٧-٣٨).

فإننا نعيّد انتصاف الخمسين ونحن نقول المسيح قام على الرجاء أن نصعد مع الرب ونمتلئ من الروح القدس.

تعيد كنيستنا لعيد إنتصاف الخمسين فنرتل، فيه هذه الترتيلة :إسقِ نفسي العطشى من مياه العبادة الحسنة أيها المخلص، لأنك هتفت نحو الكل قائلاً: مَنْ كان عطشاناً فليأتِ إليَّ ويشرب…
لأن إذ إن أردنا الحصول على نعمة وموهبة الروح القدس فطريقنا الوحيد هو، مياه حُسْنِ العبادة، التي نستقيها من نبع المياه الوحيد الحي، يسوع المسيح. حيث تقرأ لنا الكنيسة في هذا العيد المقطع الانجيلي (يوحنا 7 : 14 _ 30) حيث الحديث عن صعود الرب يسوع إلى الهيكل. إذاً: يسوع يُعلّم في الهيكل هي أيقونة انتصاف العيد.

“شرح ايقونة نصف الخمسين”

أيقونة هذا العيد تُظهر لنا المسيح صبياً صغيراً يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة جالساً في الهيكل الناموسيّ فيما بين عُلماء وشيوخ اليهود، مُعلّماً وكارِزاً بملكوت الله. نراهُ طفلاً يتوسّط الجلوس فيما بينهم، حاملاً الانجيل المقدس أو لُفافة من الأسفار النبويّة، ونلاحظ أن المسيح في هذه الأيقونة بدون لحية، ووجهه وجه صَبيّ … ومن يُدقّق النظر والتأمل في الأيقونة.

العُلماء وشيوخ اليهود

يُلاحظ أن عُلماء وشيوخ اليهود قصيرين القامة وصغار الحجم نسبياً بالمقارنة مع الرب يسوع المسيح. لذا نرى اليهود يطرحون سؤالاً وهم متعجّبين من تعليم المسيح :
“كيفَ يَعرفُ هذا الكُتُب وهوَ لم يتعلّم؟” (يوحنا15:7).
ذلك أنّ اليهود كانوا يعرفون يسوع على أنه “ابن النجّار يوسف” (متى 55:3)، وأنه لم يتعلّم ولم يدرس ويتثقّف ولم يلتحق بأيّ مدرسةٍ في زمانه، ولكن ما كان خفيّاً عنهم أن المسيح هو الله الكلمة، هو حكمة الآب الأزلية، هو أقنوم الحكمة الإلهية الذي يقول عنه بولس الرسول:
“المُذّخَر فيه جميع كنوز الحِكمة والعِلم” (كو 2: 3).
ايقونة انتصاف العيد
ايقونة انتصاف العيد

ملاحظة

ان ايقونة نصف الخمسين هي ايقونة يسوع ابن 12 سنة يعلم في الهيكل. وعندما بحث عنه مريم ويوسف منشغلي البال قال لهما:
الا تعرفان اني أقوم بعمل ابي؟ هذا كلام صريح عن انه ابن الله. هذا مغزى الأيقونة.
المسيح قام … حقاً قام
🌸في انتصافِ العيدِ اسقِ نفسي العَطشى من مياهِ العِبادَةِ الحَسنةِ أيُّها المُخلِّص. لأنَّكَ هَتَفتَ نحو الكلِّ قائلاً: مَنْ كانَ عطشاناً فليأتِ إليَّ ويَشرَب. فيا يَنْبوعَ الحياةِ أيُّها المسيحُ الإلهُ المجدُ لك.🌸
فالمجد لك يا رب المجد لك.

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *