عيسى عصفور ..

ولد في ام_الرمان  بمحافظة السويداء عام 1925 من أسرة مسيحية كريمة ، تلقى تعليمه في السويداء وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في الحقوق، عمل في المحاماة والقضاء، وكان عضو جمعية البحوث والدراسات.

عيسى عصفور أديب وشاعر اتسم بمصداقية التعامل وإنصاف من احتكموا للقضاء والعدل، جعلته روحه المعبأة بالوطنية في طليعة المعاونين مع زملائه من جيل الرواد الأوائل في بلادنا سورية، وخاصة في جبل العرب بالسويداء، و تقتضْي الأمانة التنويه لأدبه الذي تجلى في صفحات الكتب والصحف والمجلات وأبحاثه الكثيرة وشعره الجميل. فهو من أهل الأدب والمعرفة وهو رجل مبدع يفيض عذوبة في الكتابة والشعر وهو من أذكى الرجال وأنقاهم فكراً.

وعيسى عصفور الشاعر الفصيح وشاعر الشعر الشعبي وهو مترجم للكتب الفرنسية التي زادت عن ستين كتاباً.

فهو كاتب ومترجم وباحث لغوي ومن المبدعين العرب في تعبيره عن القضايا العربية وتحقيق الذات القومية.

كان مفهوم القومية والعروبة عند عيسى عصفور من الأمور التي نادى بها وسعى لها وعمل على تأصيلها ونشرها. واهتم بالموروث التاريخي المشرق للعرب سواءً أكان في الجاهلية أم في الإسلام وأهمية الدلالات، وتوظيف التراث الجيد في تلك الأبعاد والدلالات، مما عكس ذلك الاستشراق في التحليل الوافي للمستجدات فرفد المكتبات العربية بكتبه ومؤلفاته وترجماته عن الروسية كما ترجم عن الفرنسية كتاب “انتماء الديمقراطيات” لمؤلفه كلود جوليان وكتاب “الخروج من عصر التبذير” لمؤلفة دينيس غابور.

ولدى عيسى عصفور ميزة هامة أثناء الترجمة هي التأويل فهو عندما يترجم لنا كتاباً يلم به وبمضمونه ومحتواه، فلا ينقل نقلاً حرفياً بقدر ما يتفهم مراميه ومضامينه، ويصل به ذلك إلى حد التأويل، وقد قبض المترجم على روح النص فلا يذهب به الأمر إلى الانزياح والبعد عن المضمونْ بقدر ما يكون دقيقاً وفاهماً عارفاً وقد اجتمعت لديه ملكات ثلاث: هي صناعة الترجمة- وأخلاقية النقل، ومعرفية المثقف وحدس المعاينة بالنهاية، والنتيجة الايجابية الرائدة، ولهذا فهو عالم بالعربية، اللغة التي شربها المترجم بحكم الفطرة، ثم تميزت بالتعلم حتى غدت له ملكة وميزة.

خايف ولا كنت بزماني خايف …دهري فتل كيف ا لعمل يا نايف

قلبي انكوى بنار النوى وحر الجوا… ظهري لوا وشوف زرعي هايف

خايف من الستين كشر نابــــــها …والنفس ما تدري غدت وش نابها

خطو الولد راعي البصيرة النابها …عينه على عشرة ولا هو شايف

خايف من اللي عشرته معتله …الصاحب اللي لو تقودوه تلّه

خايف على القليب يغدي تله … من بعد ما هو عا النوابي نايف

خايف عليكم يارفاق الطولة … تغدوا شظايا و لا لكم من طوله

إنتوا على مر الزمان وطوله… أهل المروّي معذيين الخايف

حمر البيارق والسيوف رعافي ….شيالة الضيم الدخيل اللافي

والديرة اللي ماانتم بها تنعافي …..لو انها جنة عدن والطايف

ولعل من جميل شعره قصيدته المرسلة للمجاهد زيد الأطرش يشكو له فيها ما آلت اليه بني يعرب:

يازيد دونك مرحبا من عيسى…… كبر الجبل لو توزنه وتقيسه

عطرتها بريح القريا وطيبها……. صلى عليها شيخها وقسيسها

يا شاعر الجيلين امس و اليوم….. يا فارس الميدان عند الحومـــه

دار الظلم بسيفكم مـــــــهدومه….. لو كان على صم الصفا تأسيسها

يا زينة الشيخان يا بو غالـــب…… يا راعي الشور السديد الصايب

شو صار لـــــــــــسعدنا غايب……. والناس صاير مشيهم تهبيسا

من حال ربعي ضامري ملذوع….. والنار شبت واسعرت بـضلوع

شرابة الدم الحمر منـــــــــقوع …….يا حيف صرنا نشرب المليــسا

درب المروة ما عليها دوجــــه……. تلقى الفتى عده طريح الروجه

الغرسة اللي من أساسه عوجه…… يصعب على أهل الذكا تجلـــيسا

خطو الولد زولا يسرك شـــوفه…… مارا لفعايل بالهزل ملــــــفوفه

لا يغرك أسنان الذهب مصفوفه…….. شقفة عظم من فوقها تلبيـــسا

بشفي نشامى من صفاة الناس……. جوهر مصقل من عميق الساس

1- فلسفة الثورة الفرنسية.

2- العالم الفقير يتحدى.

3- استراتيجية للغد.

4- وقف النمو – دمشق 1979.

5- نقد النمو.

6- الخروج من عصر التبذير لا ينيس غابور وامبرتو كولومبو -ترجمة- دمشق 1982.

7- من التحدي إلى الحوار – دمشق 1980.

8- تاريخ إسرائيل السري.

9- سلام في الصحراء لموشي ديان- ترجمة.

10- استطلاع الرأي العام.

11- تاريخ الجزائر.

12- سوسيولوجيا الحقوق.

13- انتحار الديمقراطية.

14- التنمية والتخلف.

15- مختارات لبابوف.

16- الشيوعيون والدولة.

17- باسم فلسطين.

18- المؤسسات البريطانية السوفياتية الفرنسية.

19- إفريقيا تختنق.

20- ألمانيا في إسرائيل.

وقد توفي عيسى عصفور بتاريخ 24/8/1992م تاركاً من مصادر المعرفة العلمية والفكرية رصيداً كبيراً.

تم تكريم المبدع الراحل عيسى عصفور من قبل وزارة الثقافة في إطار تكريمها لأبرز المبدعين الراحلين والأحياء في سورية بمشاركة نقاد وباحثين وأكاديميين من سورية والوطن العربي تقديراً لإبداعاته وإضاءة لمواقفه الفكرية والاجتماعية والسياسية والحضارية.