في عيد الميلاد/ اكنزوا لكم كنوزاً في السماء

في عيد الميلاد/ اكنزوا لكم كنوزاً في السماء

في عيد الميلاد

اكنزوا لكم كنوزاً في السماء

كان “العم حنا” رجلاً طاعناً في السن، لم يكن غنياً بل مستور الأحوال، ولكنه كان طيباً هنيء المعشر محباً للفقراء ومحسناً لهم، حنوناً كريماً على كل ذي حاجة، حتى لقب ب”حنا الصالح” لأنه كان يحب الناس وإدخال السرور إلى قلوبهم وخاصة في الأعياد.

لما هل عيد الميلاد المجيد قال لزوجته

“يجب أن نشرك الأخرين معنا في فرحة عيد الميلاد، فهو عيد السلام والمسرة”.

فأجابته: “وماذا في فكرك ان تعمل يا حنا ؟”

فقال لها:” إن جارنا الإسكافي جرجي فقيرالحال، ومعيل لأسرة كثر هم اطفالها، سأرسل لهم أكبر ديك ليعّيدوا به”.

وكان الإسكافي جرجي قد اشترى دجاجة صغيرة ليوم العيد، فلما رأى أولاده الديك الكبير الذي أرسله إليهم الجار الطيب العم حنا صفقوا طربا وفرحاً، ولكن أباهم جرجي قال لهم: “ولكن يا أولادي الأحباء يجب أن نُفرح آخرين أيضاً، فدعونا نرسل الدجاجة لأولاد الأرملة المسكينة السيدة لينا.

في عيد الميلاد/ اكنزوا لكم كنوزاً في السماء
في عيد الميلاد/ اكنزوا لكم كنوزاً في السماء

فأخذ أحد أولاد الإسكافي جرجي الدجاجة، وركض إلى بيت الأرملة لينا، فلما اخذ أولاد لينا الأيتام الصغار الدجاجة فرحوا جداً بها، وكما فرحت بها امهم لينا على فرح ايتامها ولكنها قالت للغلام:”شكرا لك يا إبني، ولكن لماذا أرسل أبوك دجاجتكم لنا، وأنتم في حاجة إليها؟”

ولأنه صغير والصغار لايعرفون الكذب روى لها ماجرى لهم مع العم حنا، حيث قال لها: “إن العم حنا أرسل لنا ديكاً كبيراً، ولذلك قصدنا والدي ووالدتي ونحن أن تسُري أنت وأولادك مثلنا ايضاً في عيد الميلاد كا افرحنا العم حنا”. فشكرته مجدداً…

وحدث أن السيدة لينا أرادت أيضاً أن تُفرح احد الفقراء الآخرين، فقالت لأولادها: “يكفينا اليوم الدجاجة ولنرسل الفطيرة التي أعددناها لمناسبة العيد الى جارتنا حنة الغسالة، فنفرح قلبها كما نحن فرحنا.”

و حنة هذه بدورها كانت قد أعدت لنفسها فطيرة، وعندما وصلتها فطيرة الارملة لينا فرحت، وفكرت بإسعاد فتى فقيراًاعرج، يسكن بمفرده بالقرب منهم في غرفة حقيرة وكان مقطوعاً من شجرة حيث لا عائلة تعيله، فأرسلت الفطيرة التي اعدتها لنفسها للفتى الأعرج.

هذا بدوره لما وردته فطيرة العيد قال:”يجب أن أُوفر بعض الفتات، وأطعم العصافير التي تحوم حول نافذتي حتى تفرح وتدعي لي بزقزقتها.”

فالتقطت العصافير الفتات وأكلت وطارت مغردة، وهكذا كل واحد تمتع بوقت سرور وفرح لأن حنا الصالح أراد أن يفرح قلوب آخرين مع قلبه، وهكذا يكون العيد الحقيقي بإسعاد المحتاجين … فابعثوا لمن لم يعُد له من يعطيهم وقد صار عددهم كبيراً جداً…

“فالعطاء مغبوط أكثر من الأخذ.”

جميعهم “كنزوا لهم كنوزاً في السماء”.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *