قلعة أثرية في قرية يحمور، تتبع ناحية خربة المعزة من محافظة طرطوس. أقيمت أيام حملات الفرنجة للساحل السوري.
كانت تستخدم كمركز مراقبة وارتباط بين القلاع الساحلية، ويميل الظن إلى إقامتها فوق أبنية تعود الى زمن الحضارة السلوقية الهلنستية ثم الرومانية الأمر الذي يؤكده العثور على نقوش يونانية كما في النقش ادناه الذي عربه لنا الصديق العالم الآثاري الاستاذ المهندس ملاتيوس جغنون الرائد في هذا المضمار، مقبرة رومانية في جدارها.
خضعت هذه القلعة لبناتها من الفرنجة في القرن الثاني عشر للميلاد، ثم صارت تابعة لإمارة طرابلس حيث وضعها ريمون الثالث عام 1177 بتصرّف فرسان المستشفى (الأوسبتارية)، ثم لفرسان المعبد في طرطوس.
في حزيران 1188م سيطر عليها السلطان صلاح الدين، وأعاد الفرنجة الاستيلاء عليها إلى أن استولى عليها مجدداً السلطان المملوكي قلاوون عام 1289م. والجدير بالذكر أنها سمّيت باليحمور نسبة إلى لون حجارتها الحُمر.
نقش يوناني.
قلعة يحمور
ما اورده الاستاذ ملاتيوس جغنون
نقش من قلعة يحمور
النقش هو ساكف كان يعلو عتبة باب في معبد لِلإله اليوناني “كرونوس” (إله الزمن). وَقَدْ اُعيدَ استخدامه كَأَحد أحجار الدهليز الرئيس في القلعة اليوم. (الصورة من أرشيفنا الخاص) :
1- اسْتِنْساخ النقش كما هو على الساكِفْ من اللغة اليونانية القديمة:
ΥΠΕΡ ΣΩΤΗΡΙΑΣ TΩΝ ΚΥΡΙΩΝ ΣΕ
ΟΥΗΡΟΥ ΚΡΟΝΩΝ ΠΥΛΟΝ
ΤΟΝΝΑΟΝ .ΓΥΝ.(ΝΑΙΚΟΝ) ΑΙΡΟΥΡ(ΕΤΑ)…
2- إعادة كتابة النَّقْشْ بالأحرف اليونانيّة الصغيرة مع استدراك النواقص والاختصارات:
(1) كلمة “النساء” الإِغْريقَيّة الواردة في منتصَف السطر الثالث على صورة النقش (انظر الصورة)، هي مُخْتَصَرة بالأحرف الثلاثة الأولى منها فقط بِدليل وجود النقطة بعد الأحرف الثلاثة وقبلها كما يمكننا الملاحظة بسهولة، وقد قُمْنا بإكمالها كما هو موضح بين قوسين. وكلمة “النساء” تُلْفَظ باليونانية “جِنَّيْك” أو “جِنّيقْ”.
وهنا سنتوقَّفُ عند معلومة لايعرفها أَحدٌ من السوريين أو سواهم إطلاقاُ عن اسم إحدى بوابات مدينة دمشق القديمة والتي هي معروفة جِدّاً بِـ “باب الجنّيق”. وجلِيٌّ الآن لكم أن معنى “باب الجنيق” هو “باب النساء” ويجب أَنْ لا نَسْتَغْرِبَ إطلاق اسم باب باليونانية على أحد أبواب مدينة دمشق لأن اللغة اليونانية ظَلَّتْ سائدة في سورية كلها لمدة تفوق الألف عام ما بين بداية القرن الرابع قبل المسيح وحتى أواخر القرن السابع بعد الميلاد. ولدينا من النقوش اليونانية في سورية بعشرات الآلاف اليوم.
(2) الإله اليوناني “خرونوس” أو “كرونوس” هو إله الزمن الذي حَكَمَ العالم خلال العصر الذهبي (حسب الأسطورة اليونانية) هو وزوجتهِ “رِيَــــا” من مقرِّهَما بجبل الأُوليمْـﭙوس. كان كرونوس أصغر جيل من الجبابرة وَقَد أنجب من زوجته رِيَا كُلّاً من السماء (أوْرانوس) Ouranos والأرض (جِيَا) Gaia. وطبعاً، وكما تعلمون، فقد اشْتُقَّتْ علوم الجيولوجيا والجيوغرافيا وسواها مِن اسم “جِيا” رَبّةِ الأرض.
ترجمته بقلم الاستاذ ملاتيوس جغنون
شكرا للصديق الاستاذ ملاتيوس الذي يغنينا دوما بالمعرفة ناقلا ومعربا ما في سورية من اثار باللغات القديمة ومنها الميتة الى العربية معززا تجذر سورية في الحضارة الانسانية بكل تلاوينها.