قوس النصر التترابيل في اللاذقية

قوس النصر ( التترابيل)

قوس النصر ( التترابيل)

أحد المعالم الأثرية والعلامات المميزة في مدينة اللاذقية، يقع جنوب المدينة في حي الصليبة ويعود تاريخه لأكثر من ١٥٠٠ عام ،
“يطلق عليه السكان المحليون اسماً أو لقباً آخر هو الكنيسة المعلقة أو القوس المربع أو التترابيل“،
وبسبب أهميته يعتبر رمزاً أو عنواناً أو علامة فارقة تدل دائماً على مدينة اللاذقية.
في القرن الثاني الميلادي حوالي عام ١٩٤م نشب نزاع شديد على عرش روما بين قائد اسمه سينيوس نيجر وقائد اسمه سبتيموس سفيروس، وقد انحازت اللاذقية لهذا الأخير إلا أن منافسه احتلها وخربها ، ليعود سفيروس وينتصر عليه في الجولات اللاحقة،
فأراد أن يكافئ المدينة ويكرمها على موقفها معه بوقوفها إلى جانبه في صراعه مع أباطرة الرومان فقام ببناء قوس كبير فيها أطلق عليه الناس قوس النصر حتى يومنا هذا ، وقد بني القوس بسواعد سورية وبأحجار وردية كانت منتشرة على طول شاطئ البحر .
الجدير ذكره أن سبتيموس سفيروس كافأ مدينة اللاذقية وأهلها بثلاث أشياء هي:

قوس النصر التترابيل في اللاذقية
قوس النصر التترابيل في اللاذقية
● بناء قوس النصر .
● جر المياه إليها من عين العيدو التي تتبع لناحية كنسبا على طريق اللاذقية – حلب ، حيث صبت هذه المياه في ساحة أوغاريت الآن التي كانت مركز المدينة في العهد الروماني .
● جعلها مدينة مفتوحة محرّرة من الضرائب، إذ لم تفُرض الضرائب في تلك الفترة على أهلها.
وقد كان من عادة الرومان إقامة ما يسمى القوس أو التترابيل في أبرز مكان بالمدينة أو أهم شارع أو وسط الساحة الكبيرة فيها وبناء على ذلك بنى سبتيموس سفيروس قوس النصر شرقي حي الصليبة على المنحدر الغربي لهضبة الطابيات* في الجهة الشرقية من مدينة اللاذقية القديمة .
القوس بناء مربع الشكل – مكعب – مبني من الحجارة الرملية* بطول ضلع ١٢م وارتفاع ١٦م وقد *أقيم على أربع دعائم حجرية متينة تحمل سطحاً على شكل قبة نصف كروية* ، *زخرفت الوجوه الداخلية والخارجية برسومات تزيينية ومنحوتات ونقوش نافرة تمثل شارات النصر الرومانية* وسيوف وتروس وخوذ ورماح ودروع في إشارة *لعتاد المحاربين وأسلحة الفرسان* خلال الفترة الرومانية.
يتألف من أربع فتحات تختلف في اتساعها من جهة إلى جهة،وفوق كلّ فتحة عقد حجري متقن يرتكز أسفل كل عقد على عمود، وفوق الأعمدة تيجان كورنثيّة تحمل نضداً مزينة بأفاريز وأطناف ، ويلاحظ على أعمدة وجدران القوس آثار تشويه بفعل الزمن والمناخ والتآكل الناتج عن رطوبة جو مدينة اللاذقية.

قوس النصر التترابيل في اللاذقية
قوس النصر التترابيل في اللاذقية
تم تهديم الجدار الشمالي له بفعل مرور الوقت فأعيد ترميمه، وكان هذا القوس مطموراً في الأرض، *واستخدم مدة زمنية طويلة ككنيسة ثم كمسجد بعد أن سويت فتحاته بجدرانه وسدت، كما زحفت الأبنية السكنية عليه مما شوه منظره ، *فقامت مديرية الآثار عند تجميل حي الصليبة بهدم الأبنية المجاورة للقوس وأزالت الجدران التي كانت تسد فتحاته ورممت أجزاء بسيطة منه ونظفت سطحه وجدرانه من الأحراش والنباتات وكحلت فواصل الحجر فيه فعاد إليه شكله الأصلي ورونقه القديم ليبقى شاهداً على أصالة العمارة السورية المعتقة، ولكنه بقي كما كان تحت مستوى الأرض بنحو مترين، ولإعادة الحياة إليه أكثر وتجميله بني حوله حديقة عامة صغيرة الحجم.

قوس النصر التترابيل في اللاذقية
قوس النصر التترابيل في اللاذقية

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *