كان ينبغي أن يتمّ كل ما كُتب عنه” (لوقا ٢٤: ٤٤)
نبوءات العهد القديم عن صلب السيد المسيح وقيامته، وكيف تحققت في العهد الجديد
قراءة لاهوتية أرثوذكسية وفق الترجمة السبعينية وتعليم الآباء، مرتبة زمنيًا حسب أحداث الأسبوع المقدس.
منذ سقوط الإنسان، توجهت أنظار البشرية إلى وعد الخلاص، حيث أعلنت الكتب المقدسة، على لسان الأنبياء، عن المجيء العجيب للمسيّا المتألّم. لم يكن صلب المسيح وقيامته حادثتين عرضيتين، بل هما جوهر التدبير الإلهي الذي أُعلن منذ تأسيس العالم وتهيّأ له الآباء والأنبياء بنعمة الروح القدس. فالأنبياء، بدءًا من موسى وحتى ملاخي، نطقوا بأسرار الفداء، التي تحققت في ملء الزمان بيسوع المسيح، ابن الله المتجسِّد. وفي هذا النص، نعرض بانسجام ما بين النبوة وتحقيقها، لا من باب التوثيق التاريخي فحسب، بل من باب التأمل في عمق التدبير الإلهي، كما فهمته الكنيسة الأرثوذكسية عبر قراءتها الليتورجية والآبائية للنصوص.
1. دخول السيد المسيح إلى أورشليم
النبوة (زكريا ٩: ٩ (LXX)):
افرحي جدًا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم: هوذا ملكك يأتي إليك، هو بار ومخلّص، وديع، وراكب على حمار، وجحش ابن أتان.
تاريخ النبوة: حوالي 520 ق.م.
التحقيق:
متى ٢١: ٥–٧: قولوا لابنة صهيون: هوذا ملكك يأتيك وديعًا، راكبًا على أتان، وجحش ابن أتان… فذهبا وأتيا بالأتان والجحش، ووضعا عليهما ثيابهما، فجلس عليهما.
تاريخ التحقيق: الأحد، 9 نيسان، السنة 30 م (أحد الشعانين)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الأورشليمي: يرى أن هذا الدخول الودي على جحش، لا فرس، يعبّر عن ملوكية المسيح الروحية، وليس السياسية، وهو تحقيق لنمط الملوك الودعاء وليس الفاتحين.
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يشدد أن هذا الحدث كان مقصودًا لتتميم النبوة علنًا أمام الشعب، لكي لا يكون لهم عذر في رفضهم له.
– القديس أمبروسيوس: يشير إلى أن دخول المسيح أورشليم بشكل وديع هو كسر لصورة الملوك الجبابرة، وتمهيد لدخوله القلب بالتواضع لا بالقوة.
2. طرد الباعة من الهيكل
النبوة (ملاخي ٣: ١–٣ (LXX)):
فجأة يأتي إلى هيكله الرب الذي تطلبونه… ويجلس ممحصًا ومنقّيًا، ويطهر بني لاوي.
تاريخ النبوة: حوالي 430 ق.م.
التحقيق:
متى ٢١: ١٢–١٣: دخل يسوع الهيكل وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون… وقال: بيتي بيت الصلاة يُدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص.
تاريخ التحقيق: الإثنين 10 نيسان، السنة 30 م (بعد أحد الشعانين)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الإسكندري: يرى أن تطهير الهيكل يرمز لتطهير النفس والعبادة قبل تقديم الذبيحة.
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يشير إلى أن يسوع أظهر سلطانه في بيت أبيه بإزالة الفساد منه.
– القديس افرام السرياني: شبّه تطهير الهيكل بتطهير القلب من محبة المال والرياء.

3. “بستان الزيتون–الطاعة حتى الموت”
النبوة (إشعياء 53: 10 (LXX)):
وقد شاء الرب أن يسحقه بالحزن، إن قدّم ذاته ذبيحة عن الخطيئة، فإنه يرى نسلًا تطول أيامه، وتنجح مشيئة الرب بيده.
تاريخ النبوة: حوالي 700 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٦: ٣٩: يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت.
تاريخ التحقيق: ليلة الخميس 13 نيسان، السنة 30 م (بستان جثسيماني)
تعليقات الآباء:
– القديس مكسيموس المعترف: يرى أن المسيح أطاع مشيئة الآب بحرية تامة من خلال الطبيعة البشرية.
– القديس غريغوريوس النزينزي: يوضح أن المسيح لم يخشَ الموت بل حمل خطايانا فيه.
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يبين أن الحزن في بستان الزيتون يُظهر حقيقية الألم وفداء الإرادة.
4. خيانة يهوذا
النبوة (زكريا ١١: ١٢–١٣ (LXX)):
فقلت لهم: إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي، وإن لم يكن، فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب: ألقها في بيت الرب، الكور الذي ثمّنوني به. فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها في بيت الرب للكور.
تاريخ النبوة: حوالي 520 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٦: ١٤–١٦، 27: 3-7: فجعلوا له ثلاثين من الفضة… فطرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه… فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري.
تاريخ التحقيق: ليلة الخميس 13 نيسان، السنة 30 م (قبل الصلب بيوم)
تعليقات الآباء:
– القديس إيريناوس: يؤكد أن الخيانة كانت معلنة مسبقًا بالنبوءات، لكي تُظهر أن المسيح سلّم نفسه بإرادته، وليس عن ضعف.
– القديس كيرلس الإسكندري: يرى أن قيمة ‘ثلاثين من الفضة’ هي ثمن عبد بحسب الشريعة، ما يشير إلى اتضاع المسيح العميق.
– القديس يوستينوس الشهيد: يعتبر أن إلقاء الفضة في الهيكل وشراء الحقل تحقيق دقيق لنص النبوة.
5. المحاكمة الزائفة وشهادة الزور
النبوة (مزمور ٢٦: ١٢، إشعياء 53: 8 (LXX)):
شهود زور قاموا عليّ، وظلم نطقوا… من الضيق وفي الدينونة أُخذ.
تاريخ النبوة: مزمور: حوالي 1000 ق.م. / إشعياء: حوالي 700 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٦: ٥٩–٦٠: وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه، فلم يجدوا.
تاريخ التحقيق: ليلة الخميس 13 نيسان إلى فجر الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م
تعليقات الآباء:
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يشير إلى فساد القضاء اليهودي وتحقّق النبوة في الظلم.
– القديس كيرلس الإسكندري: يرى أن المسيح قُضي عليه ظلمًا لكي نُبرر نحن أمام الله.
– القديس إيريناوس: يعتبر المحاكمة الجائرة جزءًا من تدبير الفداء المقدس.
6. سكوت المسيح أمام قضاته
النبوة (إشعياء 53: 7 (LXX)):
وهو تُذَلّل ولم يفتح فاه، كَشاةٍ سِيقَ إلى الذبح، وكخروفٍ صامتٍ أمام الذي يجزّه، هكذا لم يفتح فاه.
تاريخ النبوة: حوالي 700 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٧: ١٢–١٤: وبينما كان يُتهم من قبل رؤساء الكهنة والشيوخ، لم يجب بشيء… فلم يجبه ولا بكلمة واحدة، حتى تعجّب الوالي جدًا.
تاريخ التحقيق: صباح الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (محاكمة المسيح أمام بيلاطس)
تعليقات الآباء:
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يرى في صمت المسيح إظهارًا لوداعته الكاملة وقبوله الطوعي للألم، لا عجزًا.
– القديس غريغوريوس النيسي: يعتبر أن صمت المسيح أمام الظلم هو أعظم برهان على برّه السماوي في وجه الظلمة.
– القديس أثناسيوس الرسولي: يشير إلى أن هذا الصمت يُعلن عن الذبيحة الواعية، التي تتم بمشيئة لا بإجبار.
7. تسليم المسيح وضربه ولطمه
النبوة (إشعياء 50: 6 (LXX)):
بذلت ظهري للضاربين، وخدّيّ للذين يقتلعون الشعر، وجهي لم أستر عن العار والبصق.
تاريخ النبوة: حوالي 700 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٦: ٦٧–٦٨: بصقوا في وجهه، ولكموه. وآخرون لطموه، قائلين: تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك؟
تاريخ التحقيق: ليلة الخميس 13 نيسان، السنة 30 م (محاكمة المسيح أمام المجمع)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الأورشليمي: يرى أن المسيح احتمل الإهانة بإرادته رغم قدرته على حماية نفسه، ليتمم النبوة.
– القديس غريغوريوس النزينزي: يرى أن المسيح بالصبر على الإهانة أصلح ما أفسده آدم بكبريائه.
– القديس يوحنا الدمشقي: يؤكد أن آلام المسيح الجسدية كانت حقيقية، وليست رمزية، وهي جزء من تجسده الكامل.
8. آلام الجسد في المزمور 21
النبوة (مزمور 21 (LXX)):
إلهي، إلهي، انظر إليّ، لماذا تركتني؟… أما أنا فدودة لا إنسان، عار عند الناس ومحتقر الشعب. كل الذين يرونني سخروا مني، تكلموا بشفاههم وهزوا رؤوسهم قائلين: «اتكل على الرب، فلينجه»… ثقبوا يديّ ورجليّ… اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي ألقوا قرعة.
تاريخ النبوة: حوالي 1000 ق.م. (زمن داود النبي)
التحقيق:
متى ٢٧: ٣٥–٤٣، يوحنا ١٩: ٢٣–٢٤: اقتسموا ثيابه… وعلى لباسه اقترعوا… وكان المجتازون يجدفون عليه… قائلين: «اتكل على الله، فلينقذه إن كان يريده.»
تاريخ التحقيق: الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (أثناء الصلب)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الإسكندري: يعتبر أن هذه الآية تعني أن المسيح لم يُهمل بل قدم ذاته ذبيحة، وهي صرخة النبوة لا صرخة اليأس.
– القديس يوستينوس الشهيد: يرى في المزمور 21 وصفًا دقيقًا لحدث الصلب لا يمكن أن ينطبق إلا على المسيح.
– القديس أثناسيوس الكبير: يعتبر المزمور خريطة نبوية لآلام المسيح تسبق بحوالي ألف عام، وتحققها كان شهادة قاطعة.
9. تقديم الخلّ في عطشه
النبوة (مزمور ٦٨: ٢٢ (LXX)):
وجعلوا في طعامي علقمًا، وفي عطشي سَقَوني خلًا.
تاريخ النبوة: حوالي 1000 ق.م.
التحقيق:
يوحنا ١٩: ٢٨–٣٠: قال: أنا عطشان… فملأوا إسفنجة من الخل… فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكس رأسه وأسلم الروح.
تاريخ التحقيق: الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (الساعة الأخيرة على الصليب)
تعليقات الآباء:
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يرى أن المسيح رفض الخل الممزوج بالمر أولًا ليُظهر قبوله الكامل للألم دون تخفيف.
– القديس كيرلس الإسكندري: يرى في عطش المسيح عطشًا للخلاص، لا للماء فقط، وأنه قبل الخل علامة على رفض العالم له.
– القديس غريغوريوس النزينزي: يعتبر أن من هو ينبوع الحياة ارتوى من خلّ الخطاة ليهبنا نحن ماء الحياة الأبدي.

10. طعن جنبه وعدم كسر عظامه
النبوة (خروج ١٢: ٤٦، مزمور ٣٣ (حسب السبعينية): ٢١، زكريا ١٢: ١٠: ١٠ (LXX)):
لا تُكسر منه عظمة… واحدة منها لا تنكسر… وسينظرون إلى الذي طعنوه.
تاريخ النبوة: خروج: حوالي 1250 ق.م. / زكريا: حوالي 520 ق.م.
التحقيق:
يوحنا ١٩: ٣٣–٣٦: لما أتوا إلى يسوع، لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات. لكن واحدًا من الجنود طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء… لأن هذا كان ليتم الكتاب: عظم لا يُكسر منه.
تاريخ التحقيق: الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (عند موت المسيح)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الأورشليمي: يرى في الدم والماء الخارجين من جنب المسيح رمزًا للمعمودية والإفخارستيا.
– القديس يوحنا الذهبي الفم يوضح أن طعن جنب المسيح ليس مجرد حادثة جسدية، بل إعلان رمزي: كما خرجت حواء من جنب آدم النائم، هكذا خرجت الكنيسة من جنب المسيح المصلوب، إذ فاض الدم والماء رمزًا للأسرار التي ولدت بها الكنيسة – المعمودية والإفخارستيا.
– القديس أمبروسيوس: يشير إلى أن عدم كسر العظام دليل على كمال الذبيحة، كما في خروف الفصح.
11. الصلب بين لصّين
النبوة (إشعياء 53: 12 (LXX)):
وسُلّم للموت من أجل آثامهم، وأُحصي مع الأثمة، وهو حمل خطايا كثيرين، وشفع في المذنبين.
تاريخ النبوة: حوالي 700 ق.م.
التحقيق:
مرقس ١٥: ٢٧–٢٨: وصلبوا معه لصّين، واحدًا عن يمينه وآخر عن يساره… فتم الكتاب القائل: وأُحصي مع أثمة.
تاريخ التحقيق: الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (وقت الصلب)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الأورشليمي: يوضح أن المسيح وُضع في الوسط كديّان وشفيع بين الأثمة.
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يؤكد أن صلب المسيح وسط لصّين يُظهر قبوله أن يُحسب مذنبًا عنّا.
– القديس أفرام السرياني: يشبّه الصليب بين اللصين بحبّة الحنطة بين شوكتين، تثمر خلاصًا.
12. انشقاق حجاب الهيكل وزلزلة الأرض
النبوة (عاموس ٨: ٩ (LXX)):
ويكون في ذلك اليوم، يقول الرب، أني أُغيب الشمس في الظهر، وأُظلم الأرض في يوم نورها.
تاريخ النبوة: حوالي 750 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٧: ٤٥–٥١: من الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض… وإذا حجاب الهيكل قد انشق من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت.
تاريخ التحقيق: الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (عند موت المسيح)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الإسكندري: يعتبر انشقاق الحجاب نهاية الحاجز بين الإنسان والله.
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يشير إلى أن الطبيعة ذاتها شهدت على برّ المسيح.
– القديس غريغوريوس النزينزي: يرى أن الحجاب الذي انشق من فوق عمل إلهي يفتح أبواب النعمة.
13. دفنه في قبر رجل غني
النبوة (إشعياء 53: 9 (LXX)):
وجُعل قبره مع الأشرار، ومع غنيّ في موته، لأنه لم يصنع ظلمًا، ولا وُجد في فمه غش.
تاريخ النبوة: حوالي 700 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٧: ٥٧–٦٠: جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف… فوضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة.
تاريخ التحقيق: الجمعة 14 نيسان، السنة 30 م (عشية الصلب قبل بداية السبت)
تعليقات الآباء:
– القديس كيرلس الإسكندري: يوضح أن النبوة تجمع بين موته مع الأثمة ودفنه مع الأغنياء كتحقيق مزدوج.
– القديس يوحنا الذهبي الفم: يشير إلى أن دفنه في قبر جديد يمنع الشك في القيامة.
– القديس غريغوريوس النزينزي: يرى في قبر الرجل الغني إعلانًا عن ملوكية المسيح وسط آلامه.
14. القيامة في اليوم الثالث
النبوة (يونان ١: ١٧: ١، هوشع ٦: ٢: ٢، مزمور ١٥ (حسب السبعينية): ١٠ (LXX)):
وكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام… في اليوم الثالث يُقيمنا… لأنك لا تترك نفسي في الجحيم، ولا تدع قدوسك يرى فسادًا.
تاريخ النبوة: يونان وهوشع: حوالي 750–800 ق.م. / مزمور: حوالي 1000 ق.م.
التحقيق:
متى ٢٨: ٥–٦: ليس هو ههنا، لأنه قد قام كما قال.
تاريخ التحقيق: الأحد 16 نيسان، السنة 30 م (فجر الأحد بعد الصلب)
تعليقات الآباء:
– القديس يوحنا الدمشقي: يرى أن القبر صار مخدعًا للحياة، لا للموت، إذ خرج منه نور القيامة.
– القديس كيرلس الأورشليمي: يعتبر أن المسيح هو يونان الحقيقي الذي خرج حيًا من جوف الموت.
– القديس أثناسيوس الكبير: يوضح أن القيامة هي برهان ألوهية المسيح وانتصاره على الجحيم.
15. القيامة وظهورات المسيح
النبوة (مزمور ١٥ (حسب السبعينية): ١٠، هوشع ١٣: ١٤ (LXX)):
لأنك لا تترك نفسي في الجحيم، ولا تدع قدوسك يرى فسادًا… من يد الجحيم أفتديهم، من الموت أخلصهم.
تاريخ النبوة: مزمور: حوالي 1000 ق.م. / هوشع: حوالي 750 ق.م.
التحقيق:
متى 28، لوقا 24، يوحنا 20-21: وقف يسوع في وسطهم وقال: سلام لكم… انظروا يديّ ورجليّ.
تاريخ التحقيق: الأحد 16 نيسان، السنة 30 م وما بعده (ظهوراته للتلاميذ حتى الصعود)
تعليقات الآباء:
– القديس يوحنا الدمشقي: يرى في القيامة تجديدًا للطبيعة البشرية وغلبة على الفساد.
– القديس كيرلس الأورشليمي: يعتبر القيامة تأكيدًا لكل ما سبقها من نبوات.
– القديس أثناسيوس الكبير: يؤكد أن القيامة ختم إلهي على عمل الفداء والانتصار على الموت.
بإتمام هذه النبوات في شخص يسوع المسيح، أعلنت السماء والأرض أن الذي عُلّق على الصليب هو بالحقيقة المسيّا المنتظر، الحمل المذبوح منذ تأسيس العالم. لقد كشف الله ذاته في ضعف الصليب أكثر مما في قوة جبل سيناء، وفتح بقيامته من الأموات الطريق إلى الحياة الأبدية. كل نبوة تحققت هي دليل على صدق الله وأمانته في تحقيق وعده بالخلاص، فهي ليست كلمات شعرية بل إعلانٌ إلهيٌ أُعدّ منذ الدهور ليتم في ملء الزمان من أجل الإنسان. وكما قال الرب نفسه لتلميذي عمواس: «أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء… أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟» (لوقا ٢٤: ٢٥–٢٦). هكذا نرى في النبوءات، لا فقط إشارات ماضية، بل إعلانًا دائمًا للمسيح، الحاضر في الكنيسة، والممجَّد إلى الأبد.
المجد للذي أكمل التدبير كما كُتب، وقام غالبًا من بين الأموات، آمين.