الكتاب المقدس

لماذا لم يكتب المسيح الانجيل؟

لماذا لم يكتب المسيح الانجيل؟

لماذا لم يكتب المسيح الانجيل؟

لماذا لم يكتب المسيح الانجيل؟

سؤال يطرحه مشككون كثر حول صحة الانجيل ونسبته الى الرب يسوع، وخاصة الذين يتشدقون بتحريف كتابنا المقدس بدون اي سند…

وفي الحقيقة سئلت هذا السؤال كثيرا وتارة أرد بعجالة… وتارة لا أرد سيما وان المشككين وبقناعتي لن يغيروا من موقفهم الا ان اتتهم معجزة، ومن لايريد الاقتناع سيكذب المعجزة حتى. 

بحسب ايماننا المرتبط بكينونة الرب يسوع الالهية والبشرية، القائم اساساً على ايمان مطلق بالالهيات والتسليم بها بدون مباحثة سفسطائية  بأن كوب الماء لايتسع لقدر طبخ، بحسب ايماننا وقناعتنا المطلقة (وان تشدق بما يراه  وما يمليه عليه غلاة المتعصبين الكارهين) بأن السائل  والأصح وصفه بالطاعن لأن السائل يجب ان يحترم المجيب والجواب/ لا يعلم من هو المسيح؟ وما هو الإنجيل؟

من هو المسيح؟

1) المسيح هو خلاصة خدمة جميع الأنبياء، وليس نبي بين الأنبياء!!

قال المسيح لتلاميذه: “17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا” متى 13. أيضًا قال عن إبراهيم: “56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ” (يوحنا 8.)

2) قبل المسيح انتهت حقبة جميع الأنبياء بيوحنا المعمدان، وبالمسيح بدأ دهرٌ جديد، يسمى بالأيام الأخيرة:

“1 اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ 2 كَلَّمَنَا فِي هذِهِ “الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ” فِي ابْنِهِ…”

(عبرانيين 1). ومن عبارة “بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا”، نفهم أنه بعد انتهاء تكليم الله الآباء بالأنبياء، بدأ دهر المسيح يسمى بـ “الأيام الأخيرة”. أي أنه أي نبي يأتي بعد المسيح هو نبي غير حقيقي. فيعود الوحي ويؤكد بأن جميع الأنبياء انتهت حقبتهم بيوحنا المعمدان: “13 لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا ” متى 11. أي أن “جميع الأنبياء” ختموا نبوتهم بيوحنا المعمدان، فلا يمكن أن يضاف أي نبي فوق كلمة “جميع”!!

 3) المسيح هو هدف ناموس موسى: “4 لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ” (رومية 10). 

4) المسيح هو هدف جميع الكتب النبوية والوحي قديمًا وحديثًا، وهو واهب الحياة: “39 فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي 40 وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ” يوحنا 5. 5) المسيح هو محور كل الخليقة، أي الذي يجمع ما في السماوات وما على الأرض!! “10 لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ” أفسس 1. 6) المسيح هو ذاته الإنجيل، فلم يأت لكي ينقل كتاب، لأنه هو هدف وموضوع جميع الكتب وخدمة الأنبياء ومحور الأنجيل، ويجسِّد يد الله الممدودة للبشر لخلاصهم!! “1 اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً (يعني بعد انتهاء خدمة الأنبياء)، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، 2 “كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ”، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،” عبرانيين 1. 7) المسيح هو مُعطي الوحي وليس المستلم الوحي كباقي الأنبياء، لأنه الله وليس إنسان!! المسيح يتكلم لتلميذه يوحنا الذي اختطف للسماء ورأى سيده المسيح في مجده: “11 قَائِلاً: “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ (وهذه كلمات قالها الله عن ذاته – أشعياء 44: 6). وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ (الوحي) وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثَيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ” رؤيا 1. فبعد كل ما سبق، كيف ينقل المسيح كتاب!!؟؟ هو أعلى وأسمى من هذا، هو الله المتجلي للبشر ليظهر لهم طبيعته وصورة الإنسان الذي خلقوا عليه، ليتبعوا سنته والصورة التي خلقوا عليها؛ فجميع الصفات السابقة لا يُعقل أن تنسب لبشر ولا لأنبياء!!.

ما هو الإنجيل؟

الإنجيل هو ليس مجرد  كتاب، تسميه الكلمة اليونانية “إيفانجليون” وتعني الخبر السار. وحتى ما يسمى ب”الأناجيل الأربعة”، فهي تعني “الخبر السار” الذي يحمل سيرة وتعاليم السيد  المسيح، بحسب شهادة متى، مرقس، لوقا يوحنا…إلخ. لذلك يشير البعض لجميع العهد الجديد، الـ 27 سفر، بالإنجيل. لكن الوحي ذاته لا يشير لذاته بمفهوم الإنجيل ككتاب.

إن الإنجيل هو خبر حياة المسيح الحية في داخل المؤمن الذي يعمل بقوة الروح الإلهي، فكيف يكتبه هو؟؟

الإنجيل هو “المسيح فيكم رجاء المجد” (كولوسي 1: 27). وحي الإنجيل ينقل: مجيء، حياة، تعاليم، موت، البعث من الموت، للمسيح وأيضًا خبر مجيئه في اليوم الآخر، ليدين الأموات والأحياء، وليحكم مع قديسيه إلى أبد الآبدين (أعمال 10: 42). فالإنجيل هو المسيح المتجلي للبشر لتغيير حياتهم ومصيرهم، كيف يكتبه المسيح؟؟

المسيح هو مُعطي الوحي وموضوعه، وليس ناقل للوحي!! وهو حتى لم يصنع معجزات فقط، بل هو الذي أعطى التلاميذ السلطان بأن يصنعوا المعجزات، حتى اعطاهم سلطان ليقيموا موتى، وصدق فعلا (راجع أعمال 9: 40 و20: 9-12)!! فهو مانح الحياة والوحي، الله الظاهر في الجسد؛ مانح الغفران للبشر؛ لذلك كان من اللائق له أن ينقل رسله وحيه، مُؤيَّدين منه ومن المعجزات التي هو أيضًا أعطاهم سلطان أن يعملوها (راجع متى 10: 8). حتى أصغر التلاميذ السبعين الذين حل عليهم الروح الالهي في العلية، الذين أرسلهم المسيح بسلطانه الإلهي، اختبروا معجزاته عظيمة باسمه: “17 فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: “يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ”!” لوقا 10. وهذه شهادة أصغر التلاميذ، السبعين وليس الاثني عشر، مجداً لك أيها المسيح!!
نقول في ذلك

إن الصِدقَ في ما يفعله الانسان، هو بما يكتبه الآخرون عنه وليس ما يكتب هو عن نفسه، فإن ُقلتُ أني أُحب الآخرين فكيف يتبرهن ذلك إن لم يشهد آخرون أنهم لمسوا هذا الحب فيك، وإن كتبت عن نفسك أنك قادر على إسعاد الآخرين، فكيف يُصدق الناس ذلك إن لم تسعدهم، وإن قلت أني أمين في خدمتي ولم يرى أحد ذلك. تلك تكون أمانة غير حقيقية لأنك لم تفعل ذلك.
قال الرب: “وتكونون لي شهوداً لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض”. (أعمال الرسل 1 : 8) (…شهودًا على ما كان المسيح يعمله وشاهدوه أولاً يعمله، ثم علـَّم به…) (أعمال الرسل 1 : 1)
“الكلام الأول الذي أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به…“
إذاً من الناحية المنطقية ما يشهده الآخرون عني ويكتبوه هو أقوى بكثير من ما أكتبه انا عن نفسي، اما الإجابة باختصار هي:
واضح أن الإنجيل كتب بأربع كتابات مختلفة، وهي الكتابة أو الإنجيل بحسب البشير متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وليس هناك كتابة اسمها بحسب السيد المسيح مثلاً.
هناك اسباب عديدة مطروحه لعدم كتابةيسوع إنجيله:
1: أن الكثيرين لم يكونوا على معرفة بالكتابة والقراءة، فكان هو الإنجيل شخصياً لهم يعلمهم وهو يتجول في ربوع فلسطين .فهو النموذج والمثل والقول.
2: اذا كتب كيف سيكتب عن معجزاته هل سيقول شفيت اعمى… اطعمت الجموع… ابرأت أبرص؟
3: السرد من خلال شهود العيان افضل مما كان سيكتب المشهود عنه لأنهم  اي هؤلاء الشهود يعطوا موثوقية للأحداث اكثر من كاتب هو يكتب سيرته الذاتية.

هناك العديد من الاسباب الأخرى المطروحة لكن نكتفي بهذا القول لنستفيض في عديد من الامور.
ولكن هل كان يسوع يجيد الكتابة والقراءة؟
الاجابة بالطبع ففي انجيل (لوقا 4: 17 -18) يخبرنا الآتي:
“17 فدُفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 “روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية.”
من خلال النص نجيب بنعم كان يسوع يعرف القراءة، والدليل دُفع اليه السفرْ وقرأ ما هو مكتوب داخله من نبوة اشعياء.
وأيضاً أشار يوحنا في إنجيله ان “يسوع انحنى وكتب على الارض بإصبعه”. (انجيل يوحنا 8 : 6 -8) لكن لا نعرف ماذا كتب على وجه اليقين. قد تكون خربشة على الرمال…! لكن وصف يوحنا في موضعين  انه (هو كَتَبَ)، في استخدام الكلمة اليونانية مايشير الي فعل يسوع.
لذلك لا يوجد هناك اي سبب للإدعاء ان يسوع لم يكن يعرف الكتابة.
بعض الرسل والتلاميذ ومن اهتدوا الي الرب يسوع كان بعضهم شهود عيان. كتبوا وتركوا لنا سجلات من ضمنها ما ذكره يوحنا في انجيله:
“24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق”. (يوحنا 21 : 24)
هل عندك دليل أو مثل واضح على إجابتك السابقة؟ وهل الكتابات الأربعة هي لأنجيل واحد مصدره أو منشئه السيد المسيح له المجد؟

لو نظرنا لمطلع الإنجيل الواحد بكتاباته الأربعة، فسنجدها كما يلي:

في الإنجيل بحسب البشير متى يبدأ بهذه الكلمات: “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود”، أي أن هذا الإنجيل الذي خطه متى كان محوره أو مصدره يسوع المسيح ابن داود.

في الإنجيل بحسب البشير لوقا نجده يبدأ بقصة بشارة الملاك لزكريا بغلام زكي، ثم ينتقل مباشرة على أن هذا الغلام جاء ليعد الطريق للسيد المسيح (له المجد)، موضوع هذا الانجيل.

وفي الانجيل بحسب البشير مرقس أول كلمات به تقول: “بدء أنجيل يسوع المسيح” أي أن هذا هو إنجيل يسوع المسيح وليس إنجيل مرقس الرسول أو غيره من البشر.

وفي مطلع الإنجيل بحسب البشير يوحنا الذي نحن بصدده يقول: “في البدء كان الكلمة” فهو يتكلم عن كلمة الله الذي هو أيضاً شخص السيد المسيح.

 


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *