مجدي يسي ... توبة معاصرة

مجدي يسي…توبة معاصرة

مجدي يسي…توبة معاصرة

مجدي يسي .. توبة معاصرة

4/11/1958
من 3 سنين سجن .. الي الاعدام !!

كان مجدي طالباً فى الجامعة وكان يواظب على الحضور إلى الذهاب إلى كنيسة مارمرقس بشبرا (مصر) و كان مواظباً على الأعتراف عند أب أعترافه أبونا ميخائيل إبراهيم…

كان فخ المعاشرات الردئية هو الفخ الذى نصبه الشيطان لمجدي .. حيث تعرف فى الكلية على مجموعة زملاء منهم سامى ومنير وعماد ومحسن و بعض من غير المؤمنين…

ومثله كمثل غيره…كثرة أختلاطه بهم أدى إلى تغيره تدريجياً. وفى يوم من الأيام دعاه أصدقاؤه للذهاب معهم إلى سينما قصر النيل، و كانت تعرض فيلم عن مجموعة أصدقاء قرروا أن يسرقوا من أجل أن يصبحوا أغنياء فترك  هذا الفيلم أفكاراً شتى داخل سامى صديق مجدي…!
لقد تغير مجدى أكثر وأكثر، فأعتاد التدخين وأنساق إلى شرب الخمر، وظل يهوي مع أصدقائه أكثر فأكثر داخل فجوة الخطيئة.

صحوة ضمير

أحس مجدي بتأنيب الضمير، و قرر أن يذهب للأعتراف عند أب أعترافه أبونا ميخائيل، ولكن لم يجده فى الكنيسه، ولأول مره شعر مجدى داخله بالفرح فقد كان يخشى مواجهة أب أعترافه.

بداية الجريمة

قال عماد لمجدي :”أن الجيران اللى فوقنا بيتركوا عندنا مفتاح شقتهم علشان أولادهم لما يرجعوا من المدرسة بيكون الوالدين فى الشغل، أحنا ممكن نعمل نسخه من المفتاح، والشهر الجاي هيسافروا المصيف ممكن نبقى ندخل وناخد جزء من الدهب اللى عندهم!.”
بالفعل سرقوا غويشة ذهب وباعوها، و أنحدر مجدي معهم أكثر وأكثر داخل فجور الخطيئة، فعرف لأول مرة تعاطي المخدرات ثم الزنا…! وبَعُدَ  عن طريق السيد المسيح.

سلسلة جرائم

شئ طبيعى أن من يدخل عالم الجريمة تنزلق رجله أكثرفأكثر، ويدمن الأجرام ولا ولن يشبع، وبالفعل تكررت جرائم المجموعة، وأصبحت سرقات متعددة قُيدتْ كلها ضد مجهول.

وفى أحدى السرقات أعدوا خطتهم لسرقة منزل عند ذهاب سكانه إلى المصيف، وبعد دخولهم وجدوا مفاجأة وهى أن الأم لم تذهب مع بقية الأسرة للمصيف، فقاموا بتكميمها وتهديدها بالذبح وسرقوا المنزل، وفشلت الشرطة فى العثورعليهم…وفى أحدى جرائمهم قاموا بقتل أثنين بدافع السرقة…وتحجرت قلوبهم.
القبض على المجموعة

بعد أحدى سرقاتهم شك ضابط شرطة بكل من منير وسامى وتم القبض عليهم، وأستطاع مجدي وعماد و محسن أن يهربوا.

فى قسم شرطة شبرا أعترف منيروسامى ببقية المجموعة فتم القبض عليهم.

حزن الأسرة

حزنت أمه وأخته ماري جداً ولم يتوقعوا أن يأتى اليوم ويكون مجدي متهماً  تطارده العدالة. وجن جنون والده بعد معرفته أن أبنه تم القاءالقبض عليه، واتصل بالأستاذ فاروق المحامي، وعند التحقيق مع مجدي فى القسم تم حبسه 15 يوماً على ذمة القضية، وتوقع المحامي أن يتم الأفراج عن مجدي بكفالة لحين بحث القضية…

وذهبت أخته ماري إلى أبونا ميخائيل لتخبره بما حدث، فحزن جداً وأخذ يصلي من أجل مجدي ووعدها بالصلاة من أجل أخيها فى كل قداس.

فى السجن

لم يتم الأفراج عن مجدي بل تم تجديد حبسه مرتين فأصبح إجمالي توقيفه فى السجن هو 45 يوماً، وكان له طلب واحد من الكاهن المكلف بزيارة المسجونين، هو أن يحضر إليه ابونا ميخائيل أبراهيم.
وبالفعل حضر أبونا ميخائيل بعد أن حصل على تصريح بزيارة مجدي، و قابله…لا يمكن وصف هذا اللقاء و مهماً قرأنا فيما كتبه أبونا ميخائيل، وهو يصف هذا اللقاء فلن يمكننا وصفه أدق وصف، فمجدي كان قد تغير تماماً، لقد بكى بكاءً شديداً وهو يحس بالذنب والندم، وفى قرارة نفسه أن يتوب توبة حقيقية صادقة من قلبه،وصلى معه أبونا ميخائيل وباركه قبل أن ينصرف.

زيارة العذراء مريم لمجدي

فى الليلة الثالثة من زيارة أبونا ميخائيل لمجدي في السجن ، ركع مجدي وصلى وكانت الدموع تنهمربغزارة من عينيه وهو يقول: “أنا غير مستحق أيها الرب يسوع أن تموت من أجلي على الصليب، من أجل الدم المسفوك اقبلني وسامحني ببركة القديسة العذراء مريم والقديس موسى الأسود الذى تاب ورجع إليك،آمين.
ما أن وضع مجدى رأسه على الأرض حتى يستريح قرب الفجرإلا ووجد الزنزانة كلها نور، ورآى العذراء مريم فى مجد ونور شديدين، وقالت له:

“يا مجدي الرب يسوع المسيح يحبك وهو مات على الصليب من أجلك، وأنا كنت أصلي من أجل أن ينقذك الرب من طريق الضلال، كل ما يقوله لك أبونا ميخائيل افعله دون أدنى شك أو تردد. لاتخف لأن الرب معك. سلام سلام.”

زيارة أبونا ميخائيل

حصل أبونا ميخائيل على تصريح مرة أخرى بزيارة مجدي بعد حوالى أسبوعين من ظهور العذراء مريم لمجدي، وحكى مجدي للأب ميخائيل ما حدث معه من ظهور العذراء مريم له، و كان قد قرأ فى هذه الفترة “العهد الجديد” بأكمله حوالى سبع مرات.

صلى أبونا ميخائيل مع مجدي .. بعد انتهائه من الصلاة معه سأله قائلاً: هل صدر عليك حكم يا مجدي ؟ ، فأجال مجدي:” نعم يا أبونا صدر حكم بالسجن 3 سنوات لكن بابا تفاهم مع المحامى لكى يقدم إستئناف فى محاولة للحصول على البراءة أو حتى تخفيف المدة.”
فسأله أبونا ميخائيل: “طيب أنت يا مجدي عايز أيه؟”

فأجال مجدي: “أنا يا أبونا مش عايزغيرغفران خطاياى، أنا عملت جرائم كثيرة لم تُكتشف ولم يعرفها البوليس ولا النيابة وعاوز أعترف بيها لقدسك!!!”.

وأعترف مجدى بكل جرائم القتل و الزنى والسرقة،وبعد أن أنتهى من الأعتراف قال له أبونا: “شوف يا مجدي لازم تعترف بكل شئ أمام المحكمة علشان ربنا يسامحك…وأقتنع مجدى بكلام أبونا وصمم على طاعته مهماً كانت النتيجة…

مفاجأة فى الأستئناف

حينما حل موعد نظر القضية كان صوت العذراء يرن فى أذني مجدي: “لابد أن تطيع كل كلام أبونا ميخائيل”.وقد وقف المحامى الأستاذ فاروق و قدم مذكرة التماس ب”تخفيف العقوبة نظراً لأن مجدى طالب، كما أنه أُغوي من أخرين، وأن هذه هى الجريمة الأولى وهي مجرد سرقة…” وحينما نادى القاضي اسم مجدي، رد مجدى قائلاً: “أنا مجدى يسى وعندى أقوال مهمة جداً فى القضية…”

وأضاف مجدي بقوله

“أنا يا سيادة القاضى شاب أدرس فى الجامعة وقد إبتعدت عن الله، وتركت الكنيسة، والكتاب المقدس، ودخلت فى معاشرات رديئة، وبدأت أتورط فى جرائم كثيرة، هناك أكثر من عشرة جرائم أرتكبتها ولم أُضبط بها وكانت تُقيدْ كلها ضد مجهول .. وهذه هى الجرائم التى فعلتها …” وأعترف مجدي بكل الجرائم التى لم تعلم عنها المحكمة شيئاً، وكان مجدى يقرأ جرائمه من ورقه دّون فيها كل تفاصيل هذه الجرائم التي كتبها بعد أن طلب منه أبونا ميخائيل بالأعتراف أمام المحكمة بكل شيء”.. وهنا قال له القاضى: “هل أنت فى كامل وعيك و إرادتك؟” فأجاب مجدى: “نعم يا سيدى أنا فقط أريد راحة ضميرى حتى أنال عقابى هنا على الأرض و أستريح فى الملكوت.”

إنتهت الجلسة ..ولكن الأستاذ فاروق المحامي أصيب بدهشة وشلل فى التفكير، وخرج وهو يجر رجليه، وعندما ذهب لمنزل والد مجدي سأله الوالد بسرعه قائلاً: ماهى أخبار مجدي يا أستاذ فاروق ؟ هل هناك أمل فى البراءة أو تخفيف العقوبة .. ؟فاجابه المحامي بحقيقة أعتراف مجدي الذى أدلى به،فوقعت الأم مغشياً عليها و أخذ الأب يتناقش معه فى النواحى القانونيه.

مفاجأة الحكم

عندما جاء يوم النطق بالحكم تم ضم ملف الجنايات التى قيدت من قبل ضد مجهول إلى الحكم

ليصبح الحكم النهائى هو الأعدام.!

اليوم تكون معى فى الفردوس

عرف مجدي موعد تنفيذ الأعدام فأخبر بذلك أبونا ميخائيل كما أخبر أسرته، وقبل تنفيذ الحكم أمضى أبونا ميخائيل الليل بأكمله فى الصلاه من أجل مجدي وذهب فى الصباح ليناوله…و أستيقظ مجدي من نومه فرحاً لأنه رأى العذراء فى نومه، وقالت له: “يامجدي أنت أكملت توبتك، والرب قبلها، إفرح بإكليلك، إكليل التائبين وسوف نفرح كلنا بمجيئك.”

وكان الضباط والعساكر يسرعون إلى مجدي ليكتب لهم كلمات للذكرى فى أوراقهم الخاصة، فكان يكتب لهم من الآيات التى يحفظها ويوقع فى النهاية، وفى طريقه للأعدام تقابل مع أصحابه الأربعه وجميعهم أخذوا حُكم بالسجن لمدة 15 سنة مع الأشغال.!!! وإذ بسامي يقول لمجدي: “أرجوك حينما تذهب عند المسيح أذكرنا فى صلاتك لكى نبدأ من الآن حياة توبة قوية …”

وعند تنفيذ الحكم .. تأخر ابونا ميخائيل عن الموعد المحدد، فاتصلت ادارة السجن ببوليس النجدة فاحضروا له اباً كاهناً غيره، واخذ اعترافه قبل تنفيذ الحكم.

و أستمع للاعتراف الأخير من مجدي كما يظهر فى الصورة .. و صلى مجدي قائلاً:

“يارب فى يديك أستودع روحي”

وتم تنفيذ حكم الأعدام فى مجدي يسى .. رمز الأنسان التائب الذى طلب التوبة و لم يبالى بأية عوائق قد تمنعه من تنفيذها.

المصدر: (صفحة اندراوس الرسول – باكورة الاثني عشر )

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *