محمد كردعلي يحذر الدولة السورية من المهاجرين الاكراد وقد قرأ التاريخ الحالي

محمد كرد علي يحذر الدولة السورية من المهاجرين الأكراد!

محمد كرد علي يحذر الدولة السورية من المهاجرين الأكراد!

مقدمة
في كتابتي لسيرة معلمنا المؤرخ العلامة الاستاذ محمد كردعلي وهو الكردي الدمشقي انه سبق في عام 1931 ان كتب الى الشيخ تاج الدين الحسني رئيس الحكومة السورية وقتئذ يحذره فيها من هجرة الاكراد من تركيا (الذين تعرضوا للمذابح من الاتراك وكانوا هم يد الاتراك العليا في مذابح المسيحيين من كل المكونات في الاناضول من يونان وسوريين وسريان وارمن وآشوريين…طمعا في احتلال اراضيهم لانشاء دولتهم التي حققوها الان في شمال وشرق سورية بالاعتماد على الاحتلال الاميركي بمسمى “قوات سورية الديمقراطية” واقامة الادارة الكردية) كانت رؤية العلامة محمد كردعلي صائبة في الحال الذي صارت عليه الجزيرة السورية بنتيجة الحرب الارهابية الاميركية الداعشية على سورية منذ 2011.. وقد غدر هؤلاء الاكراد الوافدين بسورية التي استضافتهم وحمتهم من غدر نظرائهم الاتراك…
لذا انشر هنا مانشره موقع اورينت نيت في 5/5/2021 وهو التالي

في عام 1931 قام وزير المعارف محمد كرد علي في حكومة الشيخ تاج الدين الحسني، بزيارة إلى لواء الجزيرة الذي كان قد أنشئ حديثاً… وقد لاحظ العلامة محمد كرد علي الحركة التي قامت من بناء جسور وشق طرقات وإنشاء دور للحكومة.. فكتب إلى رئيس حكومته الشيخ تاج، رسالة يطالب فيها بإنشاء المدارس الابتدائية لدعم حركة التعليم التي تقع ضمن مسؤولية وزارته.الرسالة التي نشرها محمد كرد علي لاحقا ضمن مذكراته.. تكشف جانبا هاما عن رؤيته المستقبلية إزاء تدفق الهجرات الكردية إلى منطقة الجزيرة نتيجة الثورات التي قامت ضد الدولة التركية بزعامة كمال أتاتورك، والتي بدأت بثورة الشيخ سعيد بيران سنة 1925، وانتهت بإخماد ثورة سيد رضا في درسيم عام 1938

فقد نتج عن هذه الثورات تدفق هجرات كردية إلى منطقة الجزيرة السورية، وارتفع عدد الأكراد في الجزيرة من 6000 نسمة عام 1927 إلى 47000 نسمة عام1932 الأمر الذي رأى فيه محمد كرد علي تهديدا مستقبليا لوحدة الأراضي السورية، فدعا إلى استيعاب هذه الهجرات وتوطينها، لكن شريطة ألا يكون ذلك في مناطق حدودية  خشية “اقتطاع الجزيرة أو معظمها من جسم الدولة السورية” في حال حدوث مشكلات سياسية قد تؤدي إلى تمكن الكرد من تشكيل دولتهم.

وفيما يلي نص الرسالة التي تشكل وثيقة تاريخية، لباحث ومؤرخ بارز، كرديّ الهوية والانتماء.. رأى قبل تسعين عاما من اليوم… ما يجول في خاطر أبناء قوميته اليوم، وأشار إلى أنهم سيستغلون أي مشاكل سياسية لتأليف دولتهم، ولو على حساب الدولة التي استقبلتهم مهجرين ولاجئين!

• نص الرسالة / الوثيقة

مشروع الادارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سورية
مشروع الادارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سورية

يقول محمد كرد علي في رسالته إلى رئيس الحكومة تاج الدين الحسني عام 1931 في الجزء الثاني من (المذكرات) ص440-442

” وإني لمغتبط جد الاغتباط بما رأيت من قيام أعمال مهمة في بعض أنحاء لواء الجزيرة الذي لم تضع فيه الدولة البائدة حجراً على حجر؛ فإن بضعة من الجسور والطرق والمدارس ودور الحكومة مثال من العناية بذاك اللواء الجديد والحكمة تقضي بمضاعفة هذه العناية وأن ينشأ فيه في السنة القادمة عشر مدارس ابتدائية لا تكلف أكثر من عشرة آلاف ليرة سورية وينشأ جامع فخم في عين دوار.

أما عمل الأهلين في أرض الجزيرة فهو أعظم أثراً ذلك لأن الحسجة (1) التي لم تكن قبل ست سنين سوى قرية صغيرة أصبح سكانها اليوم نحو خمسة آلاف وكذلك يقال في القامشلي (2) التي لم تكن تضم قبل ست سنين سوى بيت واحد وطاحون فأصبحت اليوم تحوي اثني عشر ألفاً من السكان مخططة على صورة هندسية جديدة منارة بالكهرباء مغروسة بالأشجار، وغداً تلحق بها عين دوار وغيرها.

وتعلمون أيدكم الله، أن معظم من هاجروا إلى تلك الأرجاء هم من العناصر الكردية والسريانية والأرمنية والعربية واليهودية. وجمهرة المهاجرين في الحقيقة هم من الأكراد نزلوا في الحدود. وإني أرى أن يسكنوا بعد الآن في أماكن بعيدة عن حدود كردستان (3) لئلا تحدث من وجودهم في المستقبل القريب أو البعيد مشاكل سياسية تؤدي إلى اقتطاع الجزيرة أو معظمها من جسم الدولة السورية لأن الأكراد إذا عجزوا اليوم عن تأليف دولتهم فالأيام كفيلة بأن تنيلهم مطالبهم إذا ظلوا على التناغي بحقهم والإشادة بقوميتهم، ومثل هذا يقال في أتراك لواء إسكندرونة فإن حشد جمهرتهم فيها قد يؤدي إلى مشاكل في الآجل لا يرتاح إليها السوريون فالأولى إعطاء من يريد من الترك والأكراد أرضاً من أملاك الدولة في أرجاء حمص وحلب… ومهاجرة الكرد والأرمن يجب في كل حال أن يمزجوا بالعرب في القرى الواقعة في أواسط البلاد لا على حدودها اتقاء لكل عادية  ونحن الآن في أول السلم نستطيع التفكير والتقدير.

بقيت مسألة مالية يظهر أثرها هذه السنة والعقل يقضي بحلها وأعني بها مسألة تعداد الأغنام. ومعلوم أن المواشي هي أهم مورد في لواء الجزيرة، وإذا سقطت أسعار الصوف والسمن والماشية في كل مكان كان أكثر الأصقاع تأذياً بذلك من لا مورد لهم غير شياههم وجمالهم فالشاة التي نتقاضى منها خمسة وأربعين قرشاً سورياً يؤخذ عن مثلها في العراق نحو عشرين قرشاً سورياً وفي تركيا أربعون قرشاً تركياً أو نحو خمسة وعشرين قرشاً سورياً فإذا أنزلنا هذه الضريبة إلى النصف توشك أن تدخل أرضنا قبائل كثيرة من العراق وتركيا على ما جرى من قبل ويتخذون ديارنا موطناً لهم، وننجو من التهريب الذي كان على مقياس عظيم في السنين الفائتة.

ولا بد من الملاحظة أيضاً أن الخروف الذي حال عليه الحول يساوي في قضاء القامشلي نحو 150 قرشاً سورياً ولا يساوي غير مئة قرش في قضاء عين دوار وذلك لصعوبة نقل الماشية في ربوع تعد مسافاتها بمئات الكيلومترات إلى منافذ يمكن أن تقام لها سوق رائجة”.

 دمشق في 18 تشرين الثاني 1931، وزير المعارف محمد كرد علي 

هوامش

(1) الحسجة: المقصود بها الحسكة، وكانت تقلب الكاف جيما.

(2) القامشلي: الاسم التاريخي لقضاء القامشلي كما عرف منذ تأسيسه، وليس (قامشلو) كما يزعم بعض الأكراد.

(3) المقصود بـ “حدود كردستان” برأي محمد كرد علي هي المناطق الجنوبية من تركيا المحاذية للحدود السورية.. وبعض مناطق شمال غرب العراق

اورينت نيت

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *