البطريرك ملاتيوس الدوماني المؤسس

مستشفى القديس بندلايمون العظيم في دمشق/ مستشفى الروم الدمشقي

دار البطريركية بدمشق

 

 

 

 

 

مستشفى القديس بندلايمون العظيم في دمشق/ مستشفى الروم الدمشقي

مقدمة تاريخية

– تدلنا الترويسة الموجودة على اوراق الجمعية ان التأسيس الأولي كان للمستشفى وجمعيته جمعية السيدات الارثوذكسية لمستشفى القديس بندلايمون العظيم في دمشق الى عام 1894 زمن البطريرك اسبريدون وهو آخر بطريرك يوناني اعتلى السدة الأنطاكية بين 1891-1898 حيث اكرهته المقاطعة الدمشقية الشعبيةعلى الاستقالة عام 1898 بقيادة الكهنة في دمشق، والتي دُعمت لاحقاً من مطارنة المجمع الانطاكي وكانت فترة نهوض للحس الوطني في الكرسي الانطاكي، وقد وصف العلامة السوري ابو خلدون ساطع الحصري حدث تعريب السدة الانطاكية مع البطريرك الدمشقي ملاتيوس الدوماني “انها بداية لحركة التحرر العربي” وكانت الرعية الدمشقية تكافح للتطوير بإمكانياتها المتواضعة وتدلنا الوثائق البطريركية في المقر البطريركي بدمشق على نمو الحس المجتمعي والوطني والاعتماد على تأسيس الجمعيات ذات النفع العام وكان منها هذه الجمعية التي اعتمدت على هذا البيت الوقفي ( دار جمعية القديس بندلايمون لتربية اليتيمات بدمشق) وقدمت من خلال الاطباء القلة الخدمات الطبية والصيدلانية لأبناء دمشق وخاصة الفقراءمنهم واستمر الحال بطيئاً بسبب الفقر الشديد للرعية الدمشقية. ولكن تعد الفترة التي أعقبت انتخاب السيد ملاتيوس الدوماني الدمشقي مطران أبرشية اللاذقية (1865 – 1898)على السدة البطريركية الأنطاكية الأرثوذكسية، بعد فترة من الرئاسة اليونانية للكرسي الأنطاكي، بدأت منذ انفصال مجموعة من أتباع الكرسي الأنطاكي فعلياً برئاسة السيد كيرلس طاناس والتحاقهم برومه ومن ثم تأسيسهم بطريركية تابعة لبابا رومه عام 1724 وقيام المجمع الأنطاكي المقدس ومتقدمي الشعب الأرثوذكسي الدمشقي بالطلب من البطريرك القسطنطيني لرسامة سلبسترس القبرصي  يوناني وإرساله إلى دمشق على جناح السرعة لضبط الأمور على أساس المكانة التي لبطريرك القسطنطينية في السلطنة العثمانية ( بطريرك ملي باشي) وكان أول البطاركة اليونان هو البطريرك سلبسترس القبرصي وحتى استقالة البطريرك اليوناني اسبريدون المحكي عنه اعلاه عام 1898 وانتخاب مطران اللاذقية ملاتيوس الدوماني وهو من دمشق بطريركاً أنطاكياً.

تعد هذه الفترة فترة البطريرك ملاتيوس نقطة تحول في قيام نهضة أرثوذكسية وطنية شاملة في دمشق عاصمة الكرسي الأنطاكي وفي بعض الأبرشيات الأنطاكية.

فقد كان في دمشق جمعيات: جمعية نور الإحسان الأرثوذكسية المحدثة عام 1868، وهي جمعية خيرية والأقدم تأسيساً والأشد فعالية في دمشق، وجمعية القديس يوحنا الدمشقي الأرثوذكسية وكانت جمعية ثقافيةاحدثت عام 1884 واحدثت مدرسة القديس يوحنا الدمشقي، وجمعية القديس جاورجيوس الأرثوذكسية لدفن الموتى احدثت عام 1888 ومهمتها الأساس خدمة جليلة وهي الاهتمام بمدفن الرعية ودفن أبنائها إضافة إلى كونها جمعية خيرية تقدم الإحسان للمعوزين في الرعية، وجمعية السيدات لمستشفى الروم الدمشقي المحدثة عام 1894 وبتوجيهاته بدأ الاهتمام يتنامى على صعيد تأسيس جمعيات جديدة وأخويات في كنائس الرعايا. ولكن من المؤسف له أن عهده البطريركي كان قصيراً وكان الضغط عظيماً عليه فتوفي بالسكتة الدماغية عام 1906 بعد ان اقام مطارنة لكل الابرشيات المترملة وزار الابرشيات الانطاكية وله الزيارة التاريخية لأنطاكية ولواء الاسكندرون عام 1900 الشهيرة، وكان قد هيأ الأرضية المناسبة لانتشار هذا العمل الجماعي الأرثوذكسي في دمشق.

شعار الكرسي الانطاكي
شعار الكرسي الانطاكي

جمعية السيدات الارثوذكسية لمستشفى القديس بندلايمون العظيم بدمشق

اهتم  مثلث الرحمات البطريرك المجاهد ملاتيوس الدوماني 1898 بالمستشفى الارثوذكسي الدمشقي او مستشفى الروم الدمشقي الذي تأسس بهمة شعبية دمشقية وبامكانيات محدودة مع تأسيس جمعيته عام 1894 ايماناً منه  بدور المرأة  في النهضة الانطاكية الارثوذكسية الشاملة وايماناً بمشروع المستشفى الخَّيِّرْ والجليل اقتداء بالاخوة في بيروت الذين اسسوا مستشفى الروم البيروتي وجعلوه مركزا صحيا واستشفائياً زاهراً وذي شهرة مرموقة/ “مستشفى القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس” الذي كان قد تأسس كفكرة في عام 1878 في الرميل/ الجميزة بعهد وتشجيع  مطران بيروت ولبنان غفرئيل شاتيلا الدمشقي (1870-1902) وذلك بتقديم المحسن السيد بنايوت فاخوري عضو المجلس الملي في ابرشية بيروت ولبنان غرفتين من بيته لاستخدامهما كعيادة ومركز للمرضى الداخليين ثم تطورت الفكرة الى مستشفى ارثوذكسي كمستشفى غير ربحي  لمعالجة ابناء الرعية واسهم العديد من وجهاء واراخنة الملة الارثوذكسية البيروتية. وهم من الطبقة البورجوازية ومن كبار تجار بيروت الذي كان يتشكل منهم معظم المجتمع البيروتي الارثوذكسي مع بعض المسلمين السنة.

وكان معظم التجار وارباب الحرف في بيروت من المسيحيين الارثوذكسيين الذين شكلوا وقتئذ البورجوازية الارثوذكسية البيروتية، وتباروا لرفع شأن هذا الصرح الخيري الجليل في عام1898. وقد حذا الشوام الارثوذكسيون كما اسلفنا حذو اخوتهم البيروتيين منذ عام 1894 متحدين معاندة البطريرك اسبريدون لكل مشاريع التطوير والحداثة.

مع مطلع تعريب السدة الانطاكية 1898 واندفاع الرعية خلف البطريرك ملاتيوس الدوماني واثبات ان ابناء الوطن قادرون على قيادة الكنيسة الانطاكية ومع  التأكيد على الفارق بين المجتمعين البيروتي البورجوازي الغني المتمثل بكبار التجاربالتجارتين البحرية والبرية واصحاب المصالح والحرف الكبار، لاسيما وكان الروم الارثوذكس  يشكلون اكثر من 60% من سكان بيروت وقد ازدادت نسبتهم العددية بلجوء الشوام الارثوذكس الناجين من مجزرة 1860 الى بيروت، بعكس المجتمع الدمشقي الارثوذكسي الذي كان في مجمله مستور الاحوال ومن طبقة الحرفيين والصناعيين الصغار وكانت الحرفة عائلية متوارثة وان كانت كل المهن والحرف في ايديهم، ولكن في العقود التالية لمجزرة 1860 بات معظم ارثوذكس دمشق  من الفقراء المعوزين كما تشير الوثائق البطريركية الذين كان عددهم قد تكاثر بتحول كل الناجين من ارثوذكس دمشق الى الفقر المدقع ودمار مشاغلهم وخاناتهم وبيوتهم وفقدان اولادهم وآبائهم قتلاً اوتهجيراً… وباتوا يشكلون فقط الربع المتبقي بعد استشهاد النصف في مذبحة 1860 ولجوء الربع الناجين الى بيروت واستقرارهم بقيادة الخوري عبد الله الفرا والدكتور عربيلي واستقرارهم  في تلة الاشرفية الدغلية، فأقاموا مخيمهم كلاجئين فيها ثم بنوا بيوتهم تدريجيا بمعونة اشقائهم البيروتيين الموسرين ومدرستهم وكنيستهم فيها ومن ثم صارت محلة الاشرفية مقصد ارثوذكس بيروت ولبنان لذلك اصطبغت بداية بالصبغة الارثوذكسية الشاملة (ولاتزال) قبل ان يحصل تغيير ديموغرافي من خلال استقرار بقية الطوائف المسيحية النازلة من جبل لبنان…

هذا كان حال الشوام المسيحيين عموماً والارثوذكسيين خصوصاً لاسيما وقد وفدت هجرات معاكس لاجئة فقيرة من وادي التيم( حاصبيا وراشيا…)  ومن اقليم العجم ( عرنة وقلعة جندل ومجدل شمس وجباتا وقطنا والجولان التي عانت من هجمات الدروز في 1860 ومن ثم في مايسمى الثورة السورية الكبرى 1925-1927 واستقرت في معظمها في حي الميدان وكان يعد ضاحية للاتجار بالحبوب والغلال والحيوان ومنتجاته( ولاتزال)وقد تمتعت بالأمان 1860 بعكس محلة المسيحيين في المدينة دمشق بفضل مشايخ الميدان وعقلائهم والمغاربة اتباع الامير العظيم عبد القادر الجزائري حيث لم تحصل اغتيالات للمسيحيين الا بعض الحالات الفردية وكثَّرتْ عدد المسيحيين وتسمت حارات بأسمهم كساحة الرياشنة والتيامنة…

كان حال ضاحية  الميدان بعكس حال مدينة دمشق القديمة المحاطة بأسوارها حيث تدمر حي المسيحيين بالكامل الممتد من منتصف منطقة البزورية بعرض من الباب الصغير الى العمارة وباب السلامة باتجاه الشرق عبر القيمرية (آيا ماريا) والجورة والفرايين وبات توما الى باب شرقي وتدمرت البيوت والكنائس وحارات القيمرية والجورة ومئذنة الشحم…وكل الكنائس واولها المريمية وقد استشهد فيها وفي محيطها ستة آلاف ارثوذكسي نصفهم من دمشق (في مقدمهم الخوري يوسف مهنا الحداد القديس يوسف الدمشقي الذي استشهد في محلة مئذنة الشحم المسيحية مدخل البزورية والشاغور (بعكس الحال الآن) واستشهد معه اخوته كهنة دمشق الخمسة ونجا فقط الخوري عبد الله الفرا الذي لجأ مع اللجئين وعائلته الى اشرفية بيروت) والنصف الآخر من اللاجئين من اقليم العجم وجبل الشيخ وحوران وجبل الدروز…

…لذلك عم الفقر بشكل لامثيل له بالرغم من تقديم الدولة بعض التعويضات التي صادرتها من القتلة وذلك ليبني المسيحيين بيوتهم.

لذلك لم يكن مشروع اية جمعية احدثت في العقود الاربعة الاخيرة من المبادرات النضالية الشعبية الدمشقية الأرثوذكسية الا لتقديم الخدمات المجانية وان كان بعضهم قد تحسن وضعهم المعنوي من معلمي الحرف والكارات من نجارة وسدي حرير وصدف وموزاييك وبناء ونحاتة الحجر وصياغ… بعد هذه الكارثة المدمرة والمادي واعادة افتتاح ورشاتهم  الا انهم لم يكونوا قادرين على تمويل جمعيات نفع عام والانفاق عليها باستمرار والبطريركية نائمة في عهد البطاركة ايروثيوس وجراسيموس واسبريدون اليونان ولا مشاريع تنموية والواقع كانت هذه المبادرات الارثوذكسية الشعبية بالرغم من كونها خجولة لعدم وجود الامكانيات الا انها قامت ببعض الخدمات من خلال تأسيس جمعيات جعلت الفقراء مطرحاً لخدماتها وبالمجان أو بسعر الكلفة للقادرين اي انها اتسمت بعدم الربحية كحال المدارس الارثوذكسية الدمشقية وكانت هذه الجمعيات اساساً تقدم لهم الخدمات بالمجان فعلاً ومنهم مستشفى القديس بندلايمون باسهام فاعل من المجلس الملي الدمشقي وبتوجيهات ودعم من البطريرك العظيم المجاهد ملاتيوس الدوماني منذ انتخابه عام 1898 والذي يعد عهده عهد ثورة اصلاحية نهضوية ليس فقط على مستوى ابرشيته دمشق وحوران بل على صعيد كل الكرسي الانطاكي بعد فترة حوالي قرنين من الركود واستلاب ابناء الكنيسة بكل المشوقات المتاحة وخاصة المدارس والاستشفاء والمساعدات المالية.

الحظيرة وهي المستشفى الاهلي عند المسيحيين وخصص لمرضى الجذام والامراض السارية في النصف الثاني من القرن 19 وجميعها تعرض للدمار بكارثة 1860
الحظيرة وهي المستشفى الاهلي عند المسيحيين وخصص لمرضى الجذام والامراض السارية في النصف الثاني من القرن 19 وجميعها تعرض للدمار بكارثة 1860

فتم ترميم بيت المستشفى مجددا في محلة الخمارات شمال الكاتدرائية المريمية واعتمد له تسمية دارجة وقتئذ هي”الحظيرة”،  وكان للروم الارثوذكس في دمشق ثلاث حظائر اي مستشفيات صغيرة وهي تحتوي على غرف اشبه بالمستشفيات الحالية، وقد أمر البطريرك ملاتيوس الدوماني المجلس الملي بتطوير الحظيرة الاكبر وتم توسيعه بأن تم شراء بيت مجاور ضم اليه، وتولى الوجيه يوسف بك السبع عضو المجلس الملي الدمشقي والوجيه عبده قدسي ترجمان القنصل الروسي بدمشق وغيرهم من الغيورين اعضاء المجلس الملي واطباء دمشقيين ويونانيين من ابناء كيليكيا كانوا من الأطباء العسكريين في الجيش العثماني خطوات التطوير في الفكرة والمكان.

وشمل التطوير وضع مشروع نظامها الداخلي في عام 1902  الذي صادق عليه المجلس الملي الدمشقي مصادقة اولى ورفعه الى غبطة البطريرك ملاتيوس فصادق عليه على الفور ودعمه بمبلغ وافر من جيبه الخاص (كما فعل مع بقية الجمعيات لتنشيطها) اضافة الى ماخصصه المجلس الملي وعلى مايبدو فقد كان لجمعية نور الاحسان الارثوذكسية،  وهي اكبر الجمعيات الخيرية الدمشقية واقدمها تأسيساً (كما مر) واغزرها في الامكانيات المالية دوراً في التمويل بأمر من غبطته  إضافة الى تحويل وقفيات لإسم المستشفى وبعض التبرعات من القلة الموسرة في دمشق وتم تجهيز غرف الحظيرة الكبيرة بتحديث الأسرة والتجهيزات الطبية منذ 1898 وآوت  فيها بداية بعض المسنين العاجزين الذين ليس لهم من معين… وقام اطباء الملة الدمشقيين واليونانيين بالتبرع في معالجة المرضى بالمجان في هذه المستشفى…

ودعا غبطته الى اجتماع تأسيسي ضم مجموعة السيدات المؤسسات وعددهن اثنتا عشرة سيدة من خيرة العائلات واكثرهن ثقافة، والاطباء وهيئة المجلس الملي وكهنة المقر البطريركي ووجههم بتوجيهاته وتم اطلاق العمل على الفور وبدأ غبطته بتقديم مبلغ من المال داعياً الجميع الى التبرع وتم تخصيص دكانتين وقفيتين مؤجرتين لايجاد تمويل سنوي مستمر للمستشفى.

البطريرك ملاتيوس الدوماني
البطريرك ملاتيوس الدوماني

مشروع النظام الاساسي للجمعية الذي تمت المصادقة عليه من غبطته عام 1902

اعتبر هذا التاريخ 1902هو تاريخ احداث مستشفى الروم الدمشقي

“جمعية السيدات الارثوذكسية لمستشفى القديس بندلايمون في دمشق المصدق عليه من غبطة البطريرك الأنطاكي الوافر القداسة والاحترام بعد مطالعة وموافقة القومسيون البطريركي الزمني في دمشق.

1) تدعى هذه الجمعية”جمعية السيدات الأرثوذكسية لمستشفى القديس بندلايمون في دمشق”

2) تتألف هذه الجمعية من أعضاء عاملين من السيدات العقائل الارثوذكسيات وعددهن اثنتا عشرة. ومن اعضاء مساعدين وهم اطباء الملة الذين يعتنون بمرضى المستشفى. ومن اعضاء شرف بدون حصر عدد، ولا بأس من قبول الأوانس ذوات الاستعداد المناسب في سلك هذه العضوية العاملة.

3) اذا ارادت عقيلة او آنسة  أن تدخل عضو شرف فعليها ان تقدم للمستشفى هدية مرة واحدة خمس ليرات فرنساوية حين دخولها. وحين وقوع محلول في العضوية العاملة ينتخب الأعضاء بالصوت السري من يلزم لها من أعضاء الشرف.

4) المقصد من الجمعية العناية بالمرضى من ابناء الملة في مستشفى القديس بندلايمون بتقديم الأطبتاء والخدام ولوازم المعيشة والطبابة والتمريض وجميع لوازم المعيشة بلا مقابل من الفقير وبمقابل مناسب من سواه.

5) يجتمع أعضاء الجمعية العاملون مرة في الاسبوع ومذكراتهم تنحصر في شؤون وصوالح المستشفى فقط ولاتتناول مباحثات أخرى.

6) اذا غاب عضو لغير علة مرض أو سفر أكثر من شهر غياباً متتابعاً فيحق للحمعية أن تتباحث وتقرر اعفاءه من العضوية وانتخاب خلف له.

7)  للجمعية في الوقت الحاضر رئيس وعند انفكاكه يصير للجمعية رئيسة من الأعضاء بالانتخاب برأي البطريركية وتثبيتها.

8) للجمعية الحق ان تجتمع وتنتخب بالصوت السري في الشهر الأول من بداءة العام الجديد لأجل العمل بكل العام نائبة للرئاسة وكاتبة للوقائع والتحريرات ومحاسبة وأمينة صندوق وأمينة أمتعة وفي كل اسبوع تتولج اثنتان من الأعضاء لمناظرة المستشفى بحسب الاتفاق الذي يتخذ لذلك تحت اسم ناظرتي المستشفى.

9) الرئيس أو الرئيسة يفتح كل جلسة ويطرح المواد للمذاكرة ويجمع الأصوات ويحفظ نظام الجلسات ويمضي المراسلات وللنائبة في غيابهما نفس الحقوق التي لهما.

10) الكاتبة تقيد كل الوقائع في سجل الجمعية ويوقع الأعضاء الموجودون في نهاية كل جلسة على اعمال تلك الجلسة. ولها الحق بإمضاء المراسلات بعد إمضاء الرئاسة وختم الجمعية.

11) يجب ان تعرض التحارير على الجمعية في احدى جلساتها للمصادقة عليها قبل ارسالها. وان اضطرت الحال لارسال تحرير قبل عرضه على الجمعية فيعرض على الهيئة القانونية التي تجتمع في اول جلسة بعد ذلك.

12) المحاسِبة تقيد كل حسابات الجمعية من داخل وخارج المستشفىفتقدمه ناظرتا المستشفى ومايتعلق بالصيدلية منه فبمعرفة الطبيب ومصادقته، وعليها ان تقدم حساباً في كل شهر للجمعية في جلسة قانونية.

13) امينة الصندوق تقبض كل واردات الجمعية وتصرف مايلزم للجمعية بحسب قراراتها وتمسك دفتر صندوق لعموم حساب الجمعية داخلاً وخارجاً وهي مسؤولة عن الدراهم التي تبقى عندها بشرط ان لاتزيد عن الألفي غرش ومتى زادت تلتزم بوضعها عند الصراف الذي تعينه الجمعية بقرار ومسؤولية الجمعية.

14) ان السندات التي تنظم لأمر الجمعية تكون باسم الرئيس او الرئيسة وأمينة الصندوق من مال الجمعية وتحفظ في في صندوق الجمعية على مسؤولية امينة الصندوق.

15) امينة الامتعة تستلم بالعدد كل أمتعة المسنتشفى وتقيدها بدفتر بيدها وتسلم مايلزم عند الاقتضاء  وتبين ذلك بدفترامانة الامتعة.

16) تعتبر الجلسة قانونية متى تألفت من نصف الأعضاء والرئيس ولايعمل بقرار الا اذا كان صادراً باجماع الآراء  أو بالأكثرية. واذاتساوت الأصوات فللمترأس حق الترجيح.

17) اذا استعفى احد الأعضاء فعليه ان يقدم استعفاءه كتابة للجمعية واذا قررت قبوله انتخبت عوضه.

18) مركز الجمعية في مستشفى القديس بندلايمون في دمشق.

19) ختم الجمعية محفور اسمها عليه هكذا(جمعية السيدات الارثوذكسية لمستشفى القديس بندلايمون في دمشق سنة 1902) (ملاحظة تم تصنيع خاتم آخر يحمل تاريخ 1905) ويحفظ بأوضة الجمعية في جَّرار له مفتاحان بيد الكاتبة والمترأسة لاستعمالها حين الحاجة.

20) على الجمعية ان تقدم الى قومسيون الملة حساباً سنوياً عن مدخولها ومصروفها وعن مرضاها وبعد الاطلاع عليه يُطبع وينشر بكراس سنوي.

21) واردات الجمعية تكون من اشتراكات الاعضاء وافراد الملة ومن التهاني ومن احسانات التعازي متى كُلفت الجمعية لحضور حفلات الجنائز ومن الوصيات والوقفيات التي تُوهب او تُوقف للمستشفى ومن المرضى ذوي اليسار ومن واردات صينية الجمعية التي توضع ايام الآحاد والأعياد عند مدخل موقف السيدات في الكنيسة.

22) على الجمعية أن تضع قسماً من مالها محفوظاً في احد البنوك المهمة كرأسمال لايُمس الا باجماع الآراء.

نظام المستشفى

1)  المستشفى خصص لفقراء الطائفة من ابناء المدينة ومن خارجها ويقبلون فيه مجاناً بواسطة أحد الاطباء وبشهادة رئيسهم الروحي.

2) يمكن قبول المرضى غير الفقراء في المستشفى بشرط أن يدفع أحدهم ستة غروش او نصف ريال أو ريالاً مجيدياً عن كل نهار يصرفه في المستشفى بنسبة المحل الذي يأخذه وذلك في مقابلة الطعام والتطبيب والمنامة والأدوية.

3) لافرق بين الأغنياء والفقراء عند دخولهم المستشفى وعلى كلٍ أن يرضخ لقوانينه وان يقبل الطعام الذي يُقدم له بموجب اشارة اليه.

4) لايجوز لأحد أن يتناول طعاماً غير المقدم له بأمر الطبيب واذنه سواء كان من المستشفى أو من اأهل المريض.

5) ممنوع التدخين في غرف المنامة قطعياً.

6) اذا شاء احد من ابناء الطوائف الغربية أن يدخل المستشفى فعليه أن يدفع للمستشفى مايدفعه أمثاله من الطبقات الاجتماعية الثلاث.

7) قبول المرضى يكون باشارة الطبيب وعلم ناظرتي المستشفى.

8) عيادة الأهل للمرضى تكون مرتين في كل اسبوع نهار الاربعاء ونهار الأحد من الساعة الثانية الى الساعة السادسة افرنجية.

نظام الأطباء

1) يجتمع الأطباء كل يوم للمباحثة في أحوال مرضى المستشفى ومطالبهم.

2)لكل طبيب حق بادخال المرضى المعوزين عند وجود المحل الفارغ بعد ان يعلم ناظرتي المستشفى عن نوع مرض المستدعي.

3) من الضرورة اعلام ناظرتي المستشفى اذا كان مرض الطالب من الامراض المعدية فلا تقبلان فيه لأن عمدة المستشفى لايمكنها في الوقت الحاضر أن تقرر مكاناً للامراض المعدية. وعليه لايمكن قبول ذي مرضٍ معدٍ.

4) اذا استنسب أحد الأطباء اجراء عملية في المستشفى لأحد من غير المرضى الموجودين فيه فيمكنه اجراء العملية على شرط أن يؤدي رسماً معيناً للمستشفى يقرر بخابرة ناظرتي المستشفى ومعاونيه الأطباء الكرام. 5) اذا وجد الطبيب أنه يلزم احضار أدوية أو غيرها للمستشفى فعليه أن يصرح برأيه كتابة للجمعية للمذاكرة بشأنه وتقرر مايلزم.

6) على الطبيب ان يُعلم ناظرتي المستشفى بكل مايراه من التقصير في الخدمة. وبعد تنبيه المقصر ثلاث مرات يبلغ الأطباء الجمعية عن المقصر لأجل رفضه لعدم قيامه بواجباته.

7) يتعاضد الأطباء معاً في معالجة المرضى في المستشفى وذلك في غياب مقدم المريض منهم واما بحضوره فهو المسؤول عنه.

8) كل طبيب له الحق أن يعطي الملاحظات ويناظر على ترتيب  ونظافة المستشفى ويبدي أفكاره خطاً أو شفاهاً في جلسات الجمعية وللناظرتين وللخدام اذا لزم.

في عهد البطريرك غريغوريوس(1906-1928)

البطريرك غريغوريوس الرابع

توفي البطريرك المجاهد ملاتيوس الدوماني مطلع عام1906 وكانت في جعبته الكثير ولكن الله اختاره الى جانبه بعد اكثر من ستة عقود جاهد بها لمصلحة الكرسي الانطاكي منها من عام 1864 الى عام 1898 بانيا لأبرشية اللاذقية  وزارعاً فيها نهضة روحية هائلة استمرت حتى الآن بشكل مزدهر، ومن ثم حوالي نيف وسبع سنوات في السدة البطريركية منها سنة قائمقاماً ومن ثم بطريركاً لم تعترف به السطنة العثمانية بعرقلة من المسكوني ضداً للتعريب. لذلك مات بالسكتة الدماغية…

خلفه على السدة بالاجماع مطران طرابلس غريغوريوس حداد فكان خير خلف لخير سلف، وقد استمرت المقاطعة له لمدة قاربت اربع سنوات من قبل الكراسي البطريركية اليونانية الشقيقة، ومن يتغلغل في الوثائق البطريركية في عهد البطريركين الدوماني وحداد يدرك حجم المعاناة التي عاناها كل منهما على المستوى الرعوي والاجتماعي والمالي…بزمن الاحتلال العثماني… ومع ذلك اجترحا المعجزات لرفع شأن الملة الانطاكية وبالذات في دمشق كون البطريرك يشغل بنفس الوقت منصب مطران دمشق…وشهد عمل الخير والثقافة والعمران وبناء الابرشيات التي كانت قد قاربت على الاستشهاد نهضات عظيمة قامت بها من كبوتها.

ومع ذلك دمشق ازدهرت جمعياتها رغم محنة السفر برلك والمجاعة المخيفة والحرب العالمية التي افقدت الوطن شبابه استشهادا او هجرة وتحديدا… كان حجم الكارثة على المسيحيين عموماً وابناء الرعية الارثوذكسية المتواضعة مالياً مهولاً فتصدى البطريرك غريغوريوس بجبروت الهي وقدم المعونات وفتح ابواب البطريركية لاطعام الجياع بغض النظر عن الدين والمذهب وصار يصرف منحاً شهرية  لكل عائلات الرعية وغيرها من الكنائس الاخرى وحتى المسلمين لأنهم “عيال الله” كما كان يقول…

تكرر هذا الحال بقيام الثورات ضد المحتل الافرنسي الى ان كانت الثورة السورية الكبرى بين 1925-1927 مماثلة لمحنة السفر برلك فالجهلة من الثوار هاجموا القرى المسيحية في حوران وجبل الدروز وجبل الشيخ ومرجعيون والقنيطرة ومجدل شمس وجباتا وبقعسم… والكل لجأ الى دمشق الى حضن البطريرك غريغوريوس وافترش الدار البطريركية وأكل من مائدتها بعدما فقد ارزاقه تدميرا وحرقاً ونهباً واعطى البطريرك كل عائلة معونات تكفيها مؤونة التسول على ارصفة دمشق. والبطريركية اساساً افقرتها مجاعة سفر برلك قبل عشر سنوات وقد رهنت وباعت اوقافها واواني كنائسها الذهبية والفضية وليس من معيل ومساعد عدا عن فقدان الامان ومع ذلك وبالرغم من التعب الصحي عند البطريرك غريغوريوس الحنون تابع في رعايته للجمعيات كلها وكان منها للمستشفى النصيب الوافي… وطلب المجلس الملي وفق توجيه غبطته ومتابعة وكيله المطران زخريا من هذه الجمعيات عقد هيئاتها العامة وتقديم بيان اعمالها وميزانياتها المنصرمة ومشرع موازناتها القادمة الامر الذي يقف المرء عنده عاجزاً عن ايجاد تفسير لهذه النعمة والبركة التي عاشت بها دمشق الارثوذكسية فترة الثورة السورية الكبرى ولم تتوقف المدارس البطريركية في حوران وجبل الشيخ وجبل الدروز وابرشية دمشق وريفها بقيادة الارشمندريت الهمام العالم جرمانوس بندقجي الدمشقي الذي رعى المدارس واوجد لها التمويل عندما كانت الرعايا فاقدة لكل شيء بسبب الثورة…ومع كل الأخطار كان يتنقل بين قرى جبل الشيخ والجنوب السوري والقنيطرة مراقباً التدريس وموجهاً ومرمماً…

اما المستشفى فقد توقف عن العمل طيلة السنتين الكارثيتين وتحول الى مستوصف قدم ما امكن من الخدمات لابناء الرعية وسواها ورفعت جمعية المستشفى ميزانيتها وبيان اعمالها عام 1927 وبينت ان للجمعية دكانتين احداهما للنجارة مؤجرة  بقيمة تسع ليرات عثمانيةسنوياً والاخرى للأنوال (النسيج الحريري)مؤجرة بقيمة سبع ليرات عثمانية سنوياً وان لها كمبيالات على البعض…لكنها كلها لاتسمن من جوع.

ودفعت الادعاءات الباطلة والتقولات المفترية الظالمة على جمعية المستشفى بقولها”التي لم تنقطع يوماً منذ تأسيسها الى هذا اليوم عن القيام بأعمالها سوى في وقت الثورة، وهي ولئن كانت مؤخراً قد حولت المستشفى الى مستوصف فإنها في الوقت نفسه تعالج المرضى من الفقراء وتعطيهم الادوية مجاناً وتستعمل الغرف التي عندها لايواء الغرباء والراهبات والمقطوعين من المرضى الذين يأتون اليها من المدينة والقرى المجاورة في كل مدةٍ بعد اخرى مما يدعو الى الثقة بالمستشفى وتأييده محافظة على شرف الملة امام الامم من جهة، وحفظاً لذكرى المؤسسين مثل البطريرك ملاتيوس المطوب الذكر والمرحوم يوسف بك السبع وغيرهما من جهة أخرى ولايخفى ان هذا المستشفى يمتاز عن غيره بإغنائه الفقراء عن دفع الرسوم التي يقدمونها عند الاستشفاء عند الأجانب وبإعطائهم ماداموا في حاجة العلاجات مجاناً لاسيما إنه مع الالتفات الحي يقدر ان يستقبل فيما بعد من يدخل اليه من ذوي الامكان سواء كانوا من المرضى او العجزة بقيمةٍ يُتفق عليها فضلاً عن القراء بوجه الاجمال وذلك غب ان يُعين له رئيس همام وفيّ نرجع اليه لدى الاقتضاء يقوم معنا بتكثير عدد الاعضاء والاهتمام بتوسيع العمل عاماً فعاماً وعلى كل فان الرأي الموفق للمفوض الملي ( المجلس الملي) بعد مراجعة غبطته والله ولي السداد.”

انتهى الاقتباس من كتاب رئيسة واعضاء الجمعية المرفوع الى المجلس الملي مع الميزانية عن عام 1927 وماسبق بتاريخ 30 ايار 1927

مشروع دمج جمعية المستشفى مع جمعية عضد اليتامى

في 11آب شرقي و24 غربي 1927 وبتكليف من المجلس الملي (القومسيون البطريركي الزمني) رفع السيدان امين بطرس قندلفت واسكندر رومية تقريرهما الى المجلس الملي عن وضع الجمعيات الدمشقية الثلاث وهي جمعية القديس يوحنا الدمشقي وجمعية القديس جاورجيوس وجمعية القديس بندلايمون وقد بينا في تقريرهما موثوقية ضبط حساباتها وأن اعمالها سائرة بكل أمانة واخلاص واعطى التقرير بياناً وافياً عنها…  وهنا في معرض بحثنا عن جمعية المستشفى نوضح ان السيدين امين واسكندر  رفعا الاقتراح التالي ادناه لضغط النفقات:

-“الغاء جمعية مستشفى القديس بندلايمون وادغامها مع جمعية عضد اليتامى لتصبح الجمعيتان جمعية واحدة تحمل اسم ” جمعية عضد اليتامى للقديس بندلايمون على شرط ان يبقى المستوصف الموجود حاليا وتحسين احواله على حسب ظروف الحال واعطاء الطابق الأعلى الى اليتيمات فنكون بهذه الحالة قد اقتصرنا تلك المصاريف  الباهظة نظراً لعجزنا المالي المعروف ونكون ساعدنا فكرة اغلب الطائفة المتنورة لانقاص عدد الجمعيات التي يُئنُ من كثرتها. وعليه فالجمعية الآنفة الذكر( الجديدة) تقوم بتعليم البنات اصول الخياطة والتطريز وماشاكل ويُلغى قسم التدريس ( كان الميتم عبارة عن مدرسة لتعليم اليتيمات) بحيث تتعلم الطالبات في مدرستنا (الطائفية) اي مدرسة الآسية البطريركية للاناث ومقابل ذلك تدفع الجمعية شهرياً للمدرسة المذكورة القيمة التي يعينها المجلس الملي.

وافق المجلس الملي برئاسة الوكيل البطريركي المطران زخريا على التقرير المذكور ( وكان البطريرك غريغوريوس في حالة استشفاء ونقاهة في دير سيدة صيدنايا البطريركي) ووجه المطران زخريا في 28 ايلول 1927 الى الجمعيتين وكان الرد في 8ش/21ت1 غ 1927 من قبل رئيسة جمعية عضد اليتامى الارثوذكسية السيدة عفيفة ابو شعر مرفوع الى رئيس واعضاء المجلس الملي حيث قالت ان الجمعيتين تذاكرتا ووجدتا ان الانضمام غير ممكن:

“1- لأننا بكل مشقة قائمات بالميتم ولايمكننا ان نشترك مادياً مع جمعية القديس بندلايمون لفتح المستوصف أيضاً.

2- لأن ساحة المستشفى صغيرة وغرفه قليلة لاتستوعب التلميذات…وباشرت المدرسة من نهار الاثنين ضناً بالوقت وبالأجرة التي كنا قد دفعناها على الدار من ذي قبل…”

وعلى هذا استمرت كل جمعية بالعمل ضمن مهامها  الى ان تم توقيف العمل بالمستوصف عام 1939 بسبب وضعه المالي المتردي وعدم قدرته على تغطية تكاليفه وعدم قدرة الجمعيات واولها نور الاحسان الارثوذكسية من دعم استمرارية هذا العمل المبرور، لأن الضائقة الاقتصادية  شاملة والاوقاف كانت قد بيعت لسداد رهنيات  وديون البطريركية بمجاعة سفر برلك وفي الثورة السورية الكبرى بين 1925-1927 واطعام كل المهجرين من جبل الشيخ والقنيطرة وجبل الدروز وحوران ومنحهم تعويضات نقدية… وحملت جمعية عضد اليتيمات اسم جمعية القديس بندلايمون لتربية اليتيمات وآلت اليها كل مساحة المستشفى  وفقاً على مايبدو لقرار البطريرك الكسندروس  والمجلس المالي.

وقام عدد من الاطباء مجداً برئاسة الطيب الذكر كوسى اوغلو ومعه الدكتور انستاس شاهين وغيرهما وبتشجيع من البطريرك الكسندروس بتشكيل جمعية المستوصف الخيري عام 1944 واتخذت مستوصفها في ساحة الخمارات (الى الآن) مقابل دار المستشفى الملغى الذي صار لجمعية ميتم البنات ويمارس هذا المستوصف مهامه الخيرية وشبه المجانية بالكامل منذ ذاك التاريخ وحتى الآن بكل الامكانيات المتاحة واليوم حدث اختصاصاته بالرغم من ضيق الاحوال في السنوات العشر المادية من عمر الازمة السورية.

المستشفى الانكليزي بدمشق
المستشفى الانكليزي بدمشق

– في عام 1952 توقف المستشفى الانكليزي في القصاع  عن العمل الذي اقامته البعثة الطبية الانكليزية  في العقد الأخير من القرن 19 في بساتين القصاع وتولى السيد”… العلاوي”وكيلاً عن البعثة منذ تاريخه. التي قررت مغادرة سورية…

ولما كان الوكيل ارثوذكسيا من صيدنايا  ولتجديد مشروع مستشفى جديد للروم بدمشق تم التواصل مع البطريرك الكسندروس لبيعه المستشفى ليتم فتح المستشفى الارثوذكسي مجدداً  لكن المبلغ المطلوب كان وقتئذ كبيرا ولا طاقة للبطريركية على حمله خمسة ملايين ليرة سورية، وغير موجود اصلاً. حاول البطريرك المساومة على مبلغ ثلاثة ملايين وفق شهادات الشهود انما دونما نتيجة، عندها تخلت البعثة الانكليزية عن بناء المستشفى وسلمته بدون مقابل الى الحكومة السورية التي حولته الى “مستشفى الزهراوي للتوليد وامراض النساء” فيما منحت البعثة الانكليزية الاراضي المحيطة الى السيد العلاوي مكافأة له على خدمته المستشفى وتم ذلك وتوثق في السجل العقاري… ثم بنى المذكورعليها بناية العلاوي.

البطريرك الكسندروس الثالث 1931-1958
البطريرك الكسندروس الثالث 1931-1958

– تولى البطريرك اغناطيوس الرابع السدة البطريركية 1979-2012 وفي منتصف التسعينات كانت بناية مستشفى الطبي الجراحي الشهير لمؤسسه الدكتور نخمن واقعة تحت عجز مالي  وكان يضم عدد كبير من اطباء الملة الارثوذكسية الذين اشترى كل منهم حصة سهمية اضافة الى ادارة المستشفى وعياداتهم واقنعوا غبطته لتكون البطريركية شريكاً ممتازاً في ملكية بناء المستشفى…  وفي النتيجة لم تستفد البطريركية من كونها الشريك الممتاز اذ لم يكن المشروع رابحاً وفق المأمول قتمت تصفية الشركة واستردت البطريركية ماساهمت به…

الخاتمة

كان موضوع المستشفى الارثوذكسي البطريركي الدمشقي حلماً جميلاً  ولايزال يراود كل دمشقي ارثوذكسي  ولكن من ملاحظة تاريخ مستشفى القديس بندلايمون ندرك كم هي المعاناة مع نقص التمويل وحتى درجة انعدامه في وقت من الاوقات…

اليوم للبطريركية مستشفى الحصن البطريركي في وادي النصارى الذي كانت قد قدمته الجمعية الحصنية المغتربة في اميركا واوقفته الى البطريركية لتضمه الى اوقافها وتديره بمعرفتها وتم ذلك حسب الاصول المرعية في سورية ويعد هذا المستشفى اليوم الواقع في بلدة الحواش بوادي النصارى معلم استشفائي ومركز طبي وجراحي متميز مابين حمص واللاذقية وفيه كل الاختصاصات… ويسير من نجاح الى نجاح…

 

 

 

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *