واجهة وجرسية الكاتدرائية المريمية بدمشق

ملخص الرد على الاتهام الموجه الينا نحن الارثوذكس بالاستيلاء على المريمية الكاثوليكية…!

ملخص الرد على الاتهام الموجه الينا نحن الارثوذكس بالاستيلاء على المريمية الكاثوليكية…!

ملخص الرد على الاتهام الموجه الينا نحن الارثوذكس بالاستيلاء على المريمية الكاثوليكية…!
مؤخراً نشرتُ في موقعي تدوينتي وهي بعنوان :

” هل الكاتدرائية المريمية كنيسة كاثوليكية استولى عليها الارثوذكس”

وكانت تدوينة طويلة كاملة المعلومات، الأمر الذي يفيد الباحث اكثر منه القارىء العادي الذي يهمه جواباً محدداً عن هذا السؤال الصادم:

شعار الكرسي الأنطاكي
شعار الكرسي الأنطاكي

” لمن الكاتدرائية المريمية؟”

او: هل حقاً الكاتدرائية المريمية كانت كنيسة كاثوليكية استولى عليها الارثوذكس؟

اقول

منذ فترة أشهر خلت انتشرت على موقع بطريركية الكاثوليك الشقيقة قصة بناء كاتدرائيتهم “سيدة النياح” متهمين الارثوذكس بسلبهم كنيسة المريمية عام 1724 ماكان قد تم نشره خطيا مركز الأبحاث الملكية بدمشق عام 2010 في مجلد وثائقي بالوثائق والصوراعده الدكتور وسام كبكب أستاذ الفلسفة واللاهوت في معهد القديس بولس مستنداً به على مقالات وأبحاث كثيرة المع إليها في مقدمة وصدر الكتاب وخاصة لجهة “الاضطهادات” من الأرثوذكس للكاثوليك عموماً ولأول بطاركتهم كيرلس طاناس (وخاله افتيموس الصيفي مطران صور وصيدا)

فأنا بدوري أثمن هذا الجهد المبذول من السيد الدكتور الزميل الأكاديمي وسام كبكب الذي أثمر هذا السفر القيم حول تاريخ كاتدرائية طائفة الروم كاثوليك…” سيدة النياح”

وابرز الكاتب د.كبكب الصعوبات الجمة التي واجهها في كتابه اشتكى في معظمها من عدم وجود أرشيفات تفيد بحثه أو تعذر عليه الاطلاع عليها إن وجدت، وعدم وجود معلومات شفهية.. وأن الذي سد النقص في كتابه مقالات..وهذه برأينا ورأي كل من ارخ لحادثة تاريخية او كتب في التاريخ وفلسفة ومنهجية كتابة التاريخ، لا تعد ثبوتاً أساسية، إنما يؤخذ بها على سبيل الاستئناس…

واورد في قصة بناء “كاتدرائية سيدة النياح” “محضر اتفاق” (ورد في مقال) نتج عن اجتماع البطريرك مكسيموس مظلوم وأعيان الروم الكاثوليك بدمشق في 1 تموز 1834 بخصوص هذه الكنيسة، ومااستُنتِجَ من الاتفاق عبر بنود ثلاثة، وخاتمة، وهذه التي أثارت النفوس، واشتعلت بها صفحات التواصل الاجتماعي والتي تقول بأن المريمية كاثوليكية وان الروم استولوا عليها.

وهي التالية حرفياً :

“وهكذا اتخذوا احتياطهم من الذئاب الخاطفة ومن تقلقل كل قصبة تحركها الريح لئلا تأتي أيام تذهب فيها معاهدهم إلى غير جهة الكاثوليك كما حصل بكنيستهم (لكنيستهم) المريمية وبغيرها (وغيرها) من المعاهد”.

في هذا تأكيد ان المريمية كاثوليكية وان الارثوذكس استولوا عليها ، وفي موضع آخرقال مستنداً على مقال آخر “انهم حسماً للخلاف مع الارثوذكس تخلوا لهم عن المريمية…”

واجهة وجرسية المريمية
واجهة وجرسية المريمية

من نافلة القول

ان العمر الفعلي للكاثوليك كطائفة هو اقل من ثلاثة قرون، وكان نشوؤهم الفعلي عام 1724 مسيحية، واعترفت الدولة العثمانية رسمياً بها عام 1835 أي بعد مائة وأحدى عشرة سنة، وبالمجمل فإن العمر الرسمي لهذه الطائفة الشقيقة التي خرجت عن امها كنيستنا الأنطاكية الأرثوذكسية دون القرنين (1835-الى 2016)، فمن أين اذن حصلوا على كل الكنائس والأديار التاريخية التي تعود إلى فجر المسيحية؟،

جميعها هي أرثوذكسية بالمطلق، وتم الاستيلاء عليها من الارثوذكس، ولدينا ثبوت وثائقية بها والباحث وحتى من تبقى من كبار السن يدركون الأسباب وكان بعضها كالتالي:

1– وضع اليد بعد تغيير المذهب للشريحة الأكبر بتقديم المعونات المالية وكل الناس كانوا فقراء معدمين ولايزال هذا الفعل مستمراً تماماًعند كل الطوائف التي تنشأ يومياًوخاصة في هذه الظروف الحاضرة التي يعيشها السوريون فقراً وارهاباً وتهجيراً وتسفيراً خارج سورية.

2- بمساعدة الولاة العثمانيين ورشوتهم وشراء ضمائرهم لغض النظر عن استلاب كنائس الأرثوذكس وعدم سماع تشكياتهم.

3- بمساعي سفراء فرنسا والنمسا والصرح البابوي “الحامية للكاثوليك” وضغوطهم على السلطان العثماني…

4- تغيير النفوس للكثلكة دون علم اصحابها في سجلات النفوس في كل المناطق كان فيها كتاب ومأموري النفوس وخاصة في الارياف كما في ريف دمشق وريف حمص وحماه.

5- استغلال الخلافات بين العائلات المتزعمة للقرى سواء على المخترة، او على رسامة الكاهن ويتمسك كل فريق بمرشحه كمختار او للكهنوت فتنشأ طائفة جديدة لها المعتقد ذاته سوى الانتماء والرئاسة مع لبس واحد للكاهن فيستولون على كنيسة البلدة او دير تاريخي فيها مع تمكين ابناء هذه الطائفة من العمل في دوائر الدولة وخاصة زمن الانتداب الفرنسي الذي كان انتداباً كاثوليكيا بامتياز.

وبقي الاستيلاء على الكنائس والأديرة الأرثوذكسية مستمراً حتى منتصف القرن 20 في عهد هذا الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان، كماحددنا في تدوينتنا، ولدينا ثبوت تاريخية بما تم استلابه من الأوابد الروحية الآثارية بعد استلاب رعاياها في كل الكرسي الأنطاكي، وخاصة في أبرشية دمشق…

أن حق الرد مصان وممنوح للمتهم الذي ثبتت جريمته، فكيف بالمتهم بدون إدانة مبرمة

ونحن بموجب ما ورد متهمون بارتكاب جرم السطو، وبسط اليد على ممتلكات الغير، وبخاصة “المريمية” بكل ثقلها الأرثوذكسي ككاتدرائية الكرسي الأنطاكي المقدس و الأقدم والأعرق، ومن حقنا كمتهمين الرد ودفع التهمة “وكل متهم بريء ما لم تثبت إدانته بحكم قطعي مبرم”..

الخلاصة والخاتمة كما اوردنا في تدوينتنا وعلى موقعنا حيث قلنا:

“مهما كتبنا لانفي البحث حقه، ولكننا نلخص ماقلناه بمايلي:

•كنيسة مريم ارثوذكسية منذ مستهل القرن الثالث المسيحي بعد اندثارا شيعة المريميين الهرطوقية صاحبتها، ولا مجال للادعاء ابداً انها كاثوليكية…بما سوقناه من اسانيد موضوعية.

•كل الكنائس والأديرة التاريخية التي تعود الى ماقبل ظهور الروم الكاثوليك فعلياً مع كيرلس طاناس عام 1724 هي ارثوذكسية بالمطلق وهذه هي بديهية وطبيعة الأمور ومنطقها يفرضان ذلك، وانها صارت بملكهم بوضع اليد كما بينا في سياق النص في التدوينة واعلاه، وما اوردناه من بعض الأمثلة.

داخل المريمية وايقونسطاسها
داخل المريمية وايقونسطاسها

•ان الادعاء بالظلم الواقع على الكاثوليك من الروم الارثوذكس وخاصة بفعل البطاركة والمطارنة خلال الفترة التي امتدت بين النشوء الفعلي العام 1724 والاعتراف الرسمي 1835 كان (ان صح هذا الادعاء) هو حق الرئاسات الروحية للدفاع عن بيعتها التي مزقتها قبلاً حراب الفرنجة وادمتها فعلاً لا قولاً (وفق شهادات المؤرخين المسلمين المعاصرين خلال قرنين من الزمن (القرنان 12- 13) (وكانت سبباً في ترحيل الكرسي الانطاكي من انطاكية الى دمشق وقيام بيبرس بتدمير انطاكية وابادة وتهجير شعبها الارثوذكسي))، وهي رد فعل طبيعي على فعل الغدر الذي مارسته الرهبنات التي خانت الأمانة المعطاة لها من الرئاسة الروحية الأنطاكية منذ اواخر القرن 16 الى الربع الأول من القرن19 وتحديداً 1724 ولاحقاً في كل مكان، وخاصة في دمشق وحلب وصيدا والبلمند وزحلة…

ورجاء التوقف عن ادعاء الذات كمضطهدة كالمسيحيين الأوائل المضطهدين من الدولة الرومانية والفرس الوثنيين، علما ان مامورس من استلاب منظم بعد الاعتراف الرسمي ببطريركية الكاثوليك في كل الكرسي الانطاكي للنفوس والبلدات والأديرة والكنائس وختامه في ظل الانتداب الفرنسي الكاثوليكي والاضطهاد الذي لقيه الارثوذكس وخاصة استبعادهم من الوظائف العامة في عهد الانتداب وحرمانهم من التعويضات الممنوحة بفعل الثوار الجهلة، وانتزاع الاوقاف والاديار والكنائس الأرثوذكسية ما يحتاج الى مجلدات لتدوينه…

•ان في اي انفصال إضعاف للأصل ولفرعه، فالشجرة التي تفقد غصنا تضعف ويكون الفرع اساساً ضعيفاً، لذا اتمنى ان يتوقف اصحاب الضغينة عن بثها، لأنها لن تخدمهم بل بالعكس، الأجدر العودة الى الشجرة الأم ولنعد وحدة واحدة وهو ما يريده المسيحي حتى غير الممارس لايمانه …

واختم بالقول بالرغم من كل شيء فان الكنيسة عموماً والانطاكية خاصة باقية لأن “الله في وسطها فلن تتزعزع.” مهما كانت عواصف الاقتلاع والتقزيم…

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *