هل الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ( الانجيل) محرف؟

هل الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ( الانجيل) محرف؟

هل الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ( الانجيل) محرف؟

كثيرا مايجرؤ كثيرون من الاخوة المسلمين الى اتهامنا  بتحريف كتابنا المقدس التوراة والانجيل دون مراعاة للمشاعر مع التنويه لو ان مسيحي قال لمسلم ان قرآنك مكتوب او محرف لقامت الدنيا ولم تقعد وكأني بهذه الشريحة يشعرون انهم فوق الآخرين ولو رجعوا قليلاً الى القرآن الكريم لوجدوا الجواب او الاجوبة من بين ايات القرآن الكريم.

 هنا نترك الرد للمسلمين المتنورين

 اولاً الرد الاول كتب السيد محمد سعيد في موقع هسيريس

أنا واع بأن هذا العنوان مستفز؛ لكن لكي نفهم هذه الدراسة التحليلية والتي ستنشر كمقالات مسلسلة وما تريد أن تقوله، لا ينبغي الوقوف عند عنوانها، بل ينبغي قراءتها كاملة والتأمل في المعطيات التي تعرضها بتأنّ. الانطباع الذي أتمنى أن أخلقه عند القارئ هو أن هناك أوهاما أصبحت تلبس لباس الحقيقة علينا تعريتها، الإيديولوجية الدينية الإسلامية صنعت أوهاما متعددة بخصوص معتقدات الآخرين (اليهود / المسيحيون) – تلك الأوهام آن الأوان لتشريحها وفضحها.

سأبين تحديداً أن الفكرة السائدة التي تقول بأن الكتاب المقدس محرف تنطوي على مغالطات خطيرة ينبغي فضحها ومعالجتها معالجة ذكية إذا أردنا أن نتصالح مع المنطق السليم، سأبدأ هنا بعرض لآيات قرآنية تُثبث مصداقية الكتاب المقدس، وآيات قرآنية تتحدث عن التحريف، ثم في الأخير أعرج على معنى تنزيل وإنزال بالقرآن وعلاقته بالكتاب المقدس.

أولاً – آيات قرآنية تشهد بمصداقية الكتاب المقدس

“أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة، فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بكافرين، أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتداه” (سورة الأنعام 89 – 90)/ “ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” (سورة النحل 43)، لقد جاء بتفسير الجلالين “أن أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل، فإن كنتم لا تعلمون ذلك فإنهم يعلمونه، وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد” (تفسير الجلالين -ص 357) (1)، ويقول الرازي” “إن محرفي التوراة هم معاصرو محمد” إلا أنه يقول في المجلد الثالث من تفسير القرآن: “إن المراد بالتحريف، إلقاء الشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ عن معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل الباطلة اللفظية كما يفعل أهل البدع في كل زمان بالآيات المخالفة لمذاهبهم”.

فعندما يتكلم القرآن عن الكتاب المقدس الذي بين أيدي المسيحيين بدفتيه (العهد القديم والعهد الجديد) أو بتسمية أخرى (التوراة والإنجيل)، فإنه يفصل ويميز بين التوراة التي بيد اليهود وبين الإنجيل الذي بيد المسيحيين، ومن ضمن التسميات التي أطلقها القرآن على التوراة والإنجيل والزبور، الكتاب، الفرقان، التوراة، الزبور، الإنجيل، الذكر، ولكل تسمية من هذه التسميات في القرآن قصد ولها معنى مختلف، فالكتاب مثلاً أو أهل الكتاب يقصد به اليهود والمسحيين، كما يقصد بالكتاب أيضاً القرآن. أما التوراة، فيقصد بها اليهود فقط، والزبور، يقصد به مزامبر داود، والإنجيل يقصد به كتاب المسيحيين المقدس، والاسم الما قبل الأخير الفرقان تم إطلاقه على كل من التوراة والقرآن، ولما يتكلم القرآن عن الذكر فهو يتكلم عن لفظ يشمل كل من الكتب السابقة: التوراة، والزبور، والإنجيل، والقرآن، والذكر في مجمله يعني كلام الله.

القرآن مليء بالآيات التي تشهد للتوراة والإنجيل بأن فيهما هدى ونورا (سورة المائدة: 44 و46) وأن القرآن جاء مصدقا لما قبله، ليس فيه ما يميزه عن الكتاب سوى التصديق له باللسان العربي، والقرآن يحث دائما أهل الكتاب (اليهود والنصارى حسب التسمية القرآنية) على العمل بما جاء في التوراة والإنجيل، – فهل من الممكن أن يطلب القرآن شيئا كهذا وهو يتهم هذه الكتب بالتحريف أو التزييف والتغيير؟

وهنا أتسأل، إن إتهام الكتاب المقدس بالتحريف هو إتهام لذات الله نفسه أنه عجز عن حفظ بعض كلامه وتركه عرضة للتغيير والتحريف، وهو اتهام ذو حدين، فكما ترك الله ذكره في الإنجيل والتوراة عرضة للتحريف بيد البشر، فلماذا لا يكون القرآن كذلك؟

هذا السؤال يرد عليه المسلمون بآية واحدة: “إنَا نَحن نَزّلنا الذّكر وإنّا له لحَافظون” (سورة الحجر 9).

وبالرغم من أن هذه الآية الوحيدة ليست كافية للدفاع عن القرآن، لأنها من القرآن ذاته، فإنها تعطينا أيضاً الدليل والبرهان الناصع من القرآن نفسه أن الذكر، بمعنى الإنجيل والتوراة والزبور، محفوظ بقدرة الله ووعده.

إلا أنني أرد على الرد الإسلامي ردا مسيحياً مساوياً، ونقول إن الله وعد أيضاً في التوراة والإنجيل بحفظ كلمته، فلماذا يحفظ الله وعده القرآني، ويتخلى عن وعده بحسب التوراة أو بحسب الإنجيل؟

وهذه آيات كتابية تثبت مصداقية الكتاب المقدس:

“إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السماوات” (مزمور 89:119)؛

“فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأجريها” (إرميا 12:1)؛

“قال يسوع المسيح: “السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول” (متى 35:24 مرقس 31:13 لوقا 33:21)؛

“لا يمكن أن ينقض المكتوب” (عبرانيين 12:4)؛

“عندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفرج النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم” (2 بطرس 19:1)؛

“إني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوُة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب” (رؤيا 18:22).

فإذا أراد المسلمون الاستدلال على استحالة تحريف القرآن بآية قرآنية واحدة، يحق للمسيحيين أن يستدلوا بالعديد من الآيات الكتابية التي تضمن استحالة تحريف الكتاب المقدس.

ثانياً – آيات قرآنية تتحدث عن التحريف

“فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه، ونسوا حظا مما دكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم، فأعف عنهم وأصفح، إن الله يحب المحسنين” (سورة المائدة 13-15).

تتكلم هاته الآيات عن اليهود وليس عن المسيحيين؛ فإذا نظرنا إلى الآية (12) من سورة المائدة التي لم أسمُها هنا: “ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل” اتضح لنا ذلك، ولكن ما نريد أن نثبته هنا هو أن الآيات لا تتكلم عن تحريف بمعنى تغيير في كتاب التوراة، بل قال القرآن: “إنهم يحرفون الكلام عن مواضعه”، بمعنى تأويله وتفسيره على غير تأويله الحقيقي.

جاء في تفسير ابن كثير: “يحرفون الكلم عن مواضعه” أي فسدت فهومهم وساء تصرفهم في آيات الله وتأولوا كتابه على غير ما أنزله وحملوه على غير مراده، وقالوا عليه ما لم يقل عياذا بالله من ذلك “ونسوا حظا مما ذكروا به” أي وتركوا العمل به رغبة عنه”، ففي تفسير الجلالين، يُحرفون الكلم” الذي في التوراة من نعت محمد (ص) وغيره “عن مواضعه” التي وضعه الله عليها أي يبدلونه “ونسوا” تركوا” “حظا” نصيبا “مما ذكروا” أمروا “به” في التوراة من اتباع محمد “ولا تزال” خطاب للنبي (ص) “تطلع” تظهر “على خائنة”، أي خيانة “منهم” بنقض العهد وغيره، “إلا قليلاً منهم” ممن أسلم “فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين”، وهذا منسوخ بآية السيف..

جاء في تفسير الطبري، عن ابن عباس قوله: “يُحرفون الكلم عن مواضعه” يعني : حدود الله في التوراة، ويقولون: “إن أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه، وإن خالفكم فاحذروا”.

وجاء في تفسير القرطبي، “يُحرفون الكلم عن مواضعه” أي يتأولونه على غير تأويله، ويلقون ذلك إلى العوام، وقيل: معناه يبدلون حروفه، و”يحرفونَ” في موضع نصب، أي جعلنا قلوبهم قاسية محرفين، وقرأ السَلمي والنخعي “الكلام” بالأَلف وذلك أنهم غيروا صفة محمد (ص) وآية الرجم.

وقد جاء في تفسير البيضاوي: “يحرفون الكلام عن مواضعه”، أي يبدلونه بغيره أو يتأولونه على غير تأويله.

بعد أن رأينا الآيتين (13) و(15) من سورة المائدة، وكلمة “التحريف” بهما، نأتي الآن إلى آية شبيهة مثلهما أتت بسورة النساء (46): “من الذين هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا، واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين، ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم، ولكن لعنهم الله بكفرهم، فلا يؤمنون إلا قليلا” (سورة النساء 46)، جاء في تفسير الجلالين: “منَ الذينَ هَادوا” قوم “يحَرَفون يغيرون “الكلم” الذي أنزل الله في التوراة من نعت محمد (ص)، “عَن مَوَاضعه” التي وضع عليها. وهنا كما نرى، فإن الآية لا تتهم عموم اليهود، بل تتهم فريقا منهم – فهل يستطيع فريق من اليهود تحريف التوراة كلها، مع وجود فرق أخرى لا تتفق معهم فيما يفعلون؟

فالطبري يقول: “يُحَرَفونَ الكلم عَن مَوَاضعه” أي يبدلون معناه ويغيرونه عن تأويله، والكلم جماع كلمَة، وكان مجاهد يقول: “عنَى بالكلم: التوراة”، وجاء في تفسير القرطبي، “يحرفونَ الكلمَ” يتأولونه على غير تأويله، وذمهم الله تعالى بذلك لأنهم يفعلونه متعمدين، وقرأ أبو عبد الرحمان السُلمي وإبراهيم النخعي “الكلام”، قال النحاس: “والكلم في هَذا أولى، لأنهم إنما يحرفون كلم النبي (ص)، أو ما عندهم في التوراة وليس يحرفون جميع الكلام”.

وأخيراً جاء في تفسير البيضاوي: “من الذين هادوا يُحرفون بيان للذين أوتوا نصيباً، فإنه يحتملهم وغيرهم، وما بينهما اعتراض أو بيان لأعدائكم أو صلة لنصيراً، أي ينصركم من الذين هادوا ويحفظكم منهم، أو خبر محذوف صفته يحرفون الكلم عن مواضعه، أي من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها بإزالته عنها وإثبات غيره فيها، أو يؤولونه على ما يشتهون فيميلونه عما أنزل الله فيه”.

وكما نرى من خلال ما ذكرناه، وكما قلنا سابقاً في مقالات سابقة، فإن هناك فريقا يرى التحريف بمعنى تغيير الكتابة، وفريقا آخر يرى أن التحريف هو التأويل على غير حقيقة النص.

إذاً، فعدم اتفاق المُسلمين على صورة واحدة من فهم هذه الآيات يجعلنا نقول، تعالوا نُعمل العقل معا ! إذا سلمنا بأن التحريف هنا هو تحريف الكتاب، فالآيات لا تتهم عموم اليهود بالاتفاق على هذا، وإنما تخص فريقا منهم بهذا، فما دام أن هناك فريقا آخر لا يوافقهم، فلا بد أن الفريق الآخر لديه التوراة الصحيحة، أليس كذلك؟ فهل لدينا الآن كتابان للتوراة أم كتاب واحد؟ وهناك سؤال آخر، إذا كنا نعتقد أن القرآن هنا قد فضح من قام بالتحريف بمعنى تغيير الكتاب، – فهل يا ترى أن الكتاب الذي انتصر ووصل إلينا هو الكتاب المحرف أم الكتاب الصحيح؟

ثالثاً- معنى تنزيل وإنزال في القرآن وعلاقة الكتاب المُقدس بهذين المصدرين

لقد تكررت صيغة “تنزيل” بالقرآن 52 مرًة على نحو ما نجده في الآية الثمانين من سورة الواقعة (56): “تَنزيلُ من رب العالمينَ”، وفي الآية الثانية من سورة الأحقاف (46): “تَنزيلُ الْكَتاب منَ الله العَزيز الْحَكيم”، وإذا انتقلنا إلى الأَفعال نرى القرآن يستخدم فعلين ماضيين من صيغة “تنزيل” هما “أْنزَلَ” 183 مرة و”نَزلَ 63 مرة استخداماً لافتاً للانتباه (2)، واقترنا أكثر بـ”الماء” و”الكتاب”.

ففي سياق تأكيد أهمية الماء للإنسان، يكون إنزاله عنوان حياة ووجود، إذ يقول القرآن: “وَأنَزَلَ منَ السمَاء مَاءَ فَأَخُرَجَ به منَ اُلثمَرَات رزُقاَ لكُمْ” (إبراهيم 32)، ويقول أيضاً: “نَزل منَ اُلسماء مَاءَ فَأَحْيَا به اُلأرْض منُ بَعَد مَوْتهَا” (سورة العنكبوت 63).

ومن ثم، بدَت الدلالات الإيجابية للماء بارزة في القرآن (3). أما إنزال الكتاب، فعادةَ ما يذكر لإثبات صفته المفارقة من جهة والحث على اتباعه من جهة أخرى: “وَهَذَا الكتَابُ أَنَزَلْنَاهُ مُبَارَكُ مُصَدقُ اُلذي بَين يَدَيه” (سورة الأنعام 92)، وجاء في الآية الرابعة والستين من سورة النحل (16): “وَمَا أَنَزلْنَا عَليْكَ اُلكتابَ إلاً لتُبَيًنَ لُهُمُ اُلذي اخْتَلفُوْا فيه وهُدَىَ ورَحْمَة لقَومْ يُؤْمنُونَ”، وقد بدا إله القرآن فاعلاً أوْحَد في تنزيل الكتاب أو إنزاله إثباتا لخصوصية الخطاب مقارنةَ بسائر الخطابات البشريًة (4)، وإن كان نزول الكتاب دالاً على معنى ذهني، فإن إنزال الماء مُعبر عن موجود حسي؛ غير أن الاختلاف في المظهر يخفي وحدةَ في الجوهر، إذ كلاَهُمَا نَبْتُ، الأول في الشعور والثاني في الأرض، كلاهما تخصيبُ ونماء، الأول في الوعي والثاني في الطين”” (5).

ولنا أن نسأل مدعي تحريف الكتاب المقدس: كيف يحرف من جاء عنه أنه “تنزيل” و”مُنزل”؟ ثم كيف نقول إن تنزيل القرآن هو غير تنزيل التوراة والإنجيل؟ مع العلم أن كلمة “تنزيل” تؤدي إلى فهم معنَيْين متكاملين، معنى أول عام مفاده أن “النزول” هو الانتقال من فوق إلى أسفل، ومعنى ثان خاص يمثل نزول الكتب السماوية! وكيف نقول بالتحريف، ونحن نعرف أنه قد التمس المُفسرون القدامى هذا المعنى الخاص في صيغة “نزًل” فعلا و مصدراً (6)؟ زيادة على أن القرآن خص التوراة والإنجيل بـ”الإنزال”.

مرة أخرى، إن فرضية التحريف لم يتفق عليها المُسلمون بعد. ولذلك، فلا يمكن الوثوق والركون إلى هذا الافتراض مع الاطمئنان إليه.

عموما، إن هذه الآيات، كما نرى، لا يستطيع مُسلم شريف يطلب الحق أن يقول باطمئنان شديد إنها تنسب التحريف إلى التوراة ككتاب، وإن كان يستطيع أن يركن إلى التحريف بمعنى التأويل على غير تأويله، فهذا أكثر معقولية ومطابقة لوقائع الأمور.

المراجع 

1- تفسير الجلالين

2- انظر “المعجم المفهرس لألفاظ القرآن” لمحمود فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثالثة = دار المعرفة – بيروت 1992 (ص 866 – 870)؛ وأيضاً: “أسباب النزول” لمؤلفه بسام الجمل = الطبعة الأولى = المركز الثقافي العربي – 2005 (ص 78 – 79).

3- في مواطن قليلة جداً من القرآن يكون إنزال المطر عنوان عقاب يسلط على “الكفار” وهذا ما تفصح عنه الآية الثالثة والأربعون من سورة النور (24) :”أَلمْ تَرَى أَن الله يُزْجي سَحَابَا تُم يُؤَلًفُ بَيَنهُ ثُم يَجْعَلُهُ رُكَامَا، فَتَرى اُلوَدْقَ يَخْرُجُ منْ خلاَله ويُنَزًلُ منَ اُلسمَاء من جباَل فيهَا منْ بَرد فَيُصيبُ به مَن يَشَاءُ ويَصْرفُهُ عَن مَن يَشَاءُ يَكاَدُ سَنَا بَرْقه يَذْهَبُ باُلأَبْصَار”.

4- راجع في ذلك : stevan wild “we have sent down to thee book wieth the truth. . ” spatial and temporal implications of the qur anic concepts of “nuzl” and “inzal” in : the qur an ar text. p 144

أنظر أيضاً “أسباب النزول”، لبسام الجمل = الطبعة الأولى = المركز العربي للثقافة – 2005 (ص 79).

5- “الوحي والواقع”، حسن حنفي (ص 135). وانظر أيضاً المصدر نفسه “أسباب النزول” (ص 79).

6- تم الجمع بين الفعل “نزل” وبين المصدر “تَنْزيل” في ثلاثة مواطن من القرآن هي سورة الإسراء (17 / 106) وسورة الفرقان (25 / 25) وسورة الإنسان (76 / 23).

ثانيا الرد الثاني  هنا مسيحي من موقع الانبا تكلا هيمانوت القبطي

 

هل تم تحريف كتاب الله؟

 سؤال: كتابكم المقدس محرف! 

الإجابة

إن لدينا عشرات الأدلة على صحة  كتابنا المقدس وعدم تحريفه.  ولكن نكتفي بالقليل منها

 بعض الأدلة على صحة كتاب الله

 الدليل الأول: الذين قاموا بكتابة الكتاب المقدس أكثر من ثلاثين تلميذا، وكلهم مجمعون على حقائق الايمان المسيحي.  ومن أولوياتها حاجة العالم إلى الخلاص، والوهة السيد المسيح، وجوهر الله الواحد الثالوث، وحقيقة صلب المسيح وقيامته .  وذلك بالرغم من تنوّع ثقافاتهم واختلاف عصورهم وطول مدة الزمن الذي كتبوا فيه وهو أكثر من ألف وخمسمائة سنة بدءًا من موسى النبي كاتب التوراة إلى القديس يوحنا الرسول كاتب  سفر الرؤيا .

ولو أن الكتاب المقدس كتبه شخص واحد لأمكن الشك فيه حسب القاعدة “شاهد واحد لا يشهد” ( عدد 30:35).  لذلك فإن تعدد كَتَبة الكتاب المقدس هو تعدد للشهود ومن ثم إعلان لصحته.

 الدليل الثاني: إن رسالة الله إلى العالم في كتابه المقدس كانت على أيدي الأنبياء والرسل.  وكان لا بُدّ أن يُظهِر الله قوته فيهم لكي يقبل العالم رسالتهم ويتحقق أنهم من الله.  وقوة الله لا تظهر في الكلام مثلما تظهر في العمل..  والكتاب المقدس ليس مملوءًا بالنبوات ولكنه مصبوغ بها.  فما كانت وظيفة العهد القديم سوى التمهيد بالنبوات للعهد الجديد.  وما العهد الجديد سوى تحقيق كامل لجميع نبؤات العهد القديم..  ولو خلا الكتاب من النبوات لانتفت النبوة من كاتبيه!  إذًا امتلاءه بالمعجزات والنبوات يشير إلى سماويته وأنه من الله، ومن ثم يؤكد صدقه وصحته.

 الدليل الثالثلا يوجد اختلاف بين جميع نسخ الكتاب المقدس المنتشرة في العالم، بل هي كتاب واحد.  كذلك النسخ الموجودة من القرون الأولى للمسيحية لا تختلف عن النسخ الموجودة لدينا الآن بعد مرور أكثر من ألفيّ عام.  وإن كان الكتاب المقدس الموجود معنا يضم العهد القديم  الذي يحوي الديانة اليهودية.  وهو نفسه صورة طبق الأصل من النسخة الموجودة مع اليهود الذين سبقت ديانتهم الديانة المسيحية بآلاف السنين.  وإن كان الكتاب المقدس متوافق مع تفاسير آباء القرون الأولى بالمسيحية، فمن أين حدث تحريف الكتاب المقدس؟! ومتى حدث؟ وكيف حدث؟ وإن كان قد حدث، فأين الكتاب المقدس الذي لم يُحَرَّف؟، وهل لم تبق منه نسخة واحدة تشهد بقول  القائلين بالتحريف!  وإن لم توجد النسخة غير المُحَرَّفة فكلام هؤلاء يحتاج إلى دليل على صدق قولهم.  وإن عجزوا إن إتيان الدليل تصبح تهمة التحريف باطلة، وخرافة لا دليل عليها.  ثم ما هو قول هؤلاء إزاء ما يعثر عليه الباحثون والمنقبون يومًا بعد آخر من نسخ مخطوطة لأسفار الكتاب المقدس في الحفريات التي تقوم بها بعثات الكشف عن الآثار.  وتحقيقها يثبت أنها من القرون الأولى للمسيحية ومطابقة لما بين أيدينا اليوم مما يشير إلى أن الكتاب المقدس هو هو بعينه لم يتغير ولم يُحَرَّف.

 الدليل الرابع: إن اليهودية و المسيحية و  الاسلام يعترفون بأن الكتاب المقدس هو من عند الله.  فإن ادعى أحد أنه محرف فإنه يتهم الله بعجزه عن حفظ كتابه الذي أوحى به إذ تركه في أيدي بشر لكي يعبثوا به ويغيروا حقائقه.  وإن صحّ هذا الاتهام فإنه يؤكد عجز  الله –حاشى– عن حفظه أي كتاب آخر يوحي به للناس.  ومن ثم يصير العالم كله “ضلال في ضلال”.  وصاحب هذا الاتهام بصبح من أول المُضَلَّلين.  وإن كان حاشا لله أن يضلل العالم فكتابه المقدس سليم تمامًا من كل تحريف.

الدليل الخامس: إن كتابنا المقدس يحمل سلامته في ذاته.  وذلك من صدق أقواله وتحقق مواعيده وعظمة تأثيره في تغيير النفس البشرية والسمو بها في مدارج الروح وإنارتها بالحكمة الإلهية وإشباعها بالمعارف الربانية والأسرار السمائية وإسعادها بتذوق الثمار الحلوة للسلوك بوصاياه والخضوع لأحكامه.  وهذا دليل عملي حي، نحيا به بل هو يحيا فينا لأنه يجعلنا على قمة العالم في الحكمة والفضيلة والروحانية..

 المزيد…

نحن نؤمن بالله، ونؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله المكتوبة، وأنه روح وحياة يقودنا في رحلتنا في هذا العالم، يرشد ويعلم، يبكت ويعزي، يشرح ويفسر من أجل أن تستنير حياتنا بكلماته وشخصياته ومواقفه وتعاليمه.

نعم؛ إن من قرأ الكتاب المقدس وتأثر به يكن له في قلبه مكانة عظيمة ويشعر بأهميته القصوى للحياة. ولا أظن أنه يستطيع أن يحيا حياة حقيقية بدون هذا الكتاب العظيم.

ولذلك، وبنفس الطريقة التي حاول بها الشيطان  أن يسقط حواء: “أحقًا قال الله” (تك 3 : 1 )، يحاول اليوم أن يهاجم أبناء الله بنفس الحيلة: “هل الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله؟” فهو يعلم أن الكتاب المقدس هو القادر بقوته وسلطانه أن يقوض مملكة الشر ويقضي على سلطان إبليس. ولذا فقد حاول عبر العصور أن يستخدم كل أسلحته لينال من هذا الكتاب ولكن دون جدوى فقد ثبت وانتشر واثر في العالم ونفوس البشر بطريقة لم يسبق لها مثيل.

ولكثرة ما تعرض له الكتاب المقدس من هجوم أصبح الكتاب الوحيد الذي لا يخشى شيئًا فقد انتصر على كل ضروب النقض والتشكيك حتى أنه لم يبقى للمعارضين أن يقولوا شيئا جديدًا، ولذا افخر يا عزيزي الشاب فكتابك قد انتصر على كل عدو حاول أن ينال منه ولا يوجد سؤال أو تشكيك إلا وإجاباته حاضرة تمامًا. إننا اليوم نشكر الله من أجل أنه يحول كل شر إلى خير، فقد أظهرت حملات الهجوم الشرسة الشريرة قوة هذا الكتاب العظيم بدلًا من أن تنال منه.

ولكن، ورغم كل ذلك ما زال هناك من يسال هل من الممكن أن يصيب هذا الكتاب أي تحريف أو تغيير أو تعديل أو أن يكون قد أصابه التحريف في فترات سابقة؟ وما هي الشهادات العلمية والتاريخية والنبوية التي تؤكد على صدقه؟

وسوف نتناول في هذه الكلمات شهادات قليلة من كثير، تؤكد استحالة أن يصيب الكتاب أي تحريف، منها شهادة المخطوطات الكثيرة، وشهادة العلم، والتاريخ والنبوات.

 1. شهادة المخطوطات الكثيرة لصحة الكتاب المقدس

يقول روبرتس في كتابه عن نقد العهد الجديد (عن كتاب ثقتي في الكتاب المقدس): “إنه يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجاتا اليونانية، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة ونحو 5300 مخطوطة يونانية  للعهد القديم بكامله، كما يوجد لدينا 24 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد، كما أننا نقدر أن نجمع أجزاء كثيرة من العهد الجديد من اقتباسات الكتاب المسيحيين الأولين”.

ويعود الكثير من هذه المخطوطات للعهد الجديد إلى القرون الأولى للمسيحية -ويمكن أن نفرد لدراسة المخطوطات دراسة مستقلة- وجميعها تؤكد على صدق الكتاب الذي بين أيدينا.

2. الكتاب المقدس صحيح علميًا

تحدث الكتاب المقدس عن بعض الحقائق العلمية والتي لم يستطع العلم اكتشافها إلا بعد قرون طويلة مثل

الأرض كروية (إشعياء 40:  22)
دورة الماء في الطبيعة (أيوب 36: 27، 28، جامعة 1: 6، 7  و 11: 3، عاموس 9: 6)
الأرض مثبتة في مكانها بقوة غير مرئية (قوة الجاذبية الأرضية) (أيوب 26: 7)
الدم البشري واحد بين كافة الأمم والشعوب (أعمال 17: 26)
ضرورة عزل المرضى بأمراض معدية (لاويين 13: 46)
ضرورة التخلص من فضلات الإنسان (التثنية 23: 12، 13)

 

 كيف تفسر أن الكتاب المقدس تحدث عن حقائق علمية قبل ان يكتشفها العلماء بمئات السنين؟ 

هل تستطيع أن تجد أي آيات كتابية تتعارض مع العلم الحديث؟ (لقد حاول أعداء الكتاب أن يجدوا ما يناقض العلم في الكتاب وقالوا كيف يقول الكتاب أن الأرض كروية بينما هي في حقيقة الأمر -حسب الاعتقاد القديم- مسطحة وممدودة، ومضت الأيام وصعد الإنسان إلى الفضاء وقام بتصوير الأرض فوجدها كما قال الكتاب نمامًا، ومرة أخرى قالوا كيف تثبت الأرض على لا شيء فهي مثبتة على قرني ثور ضخم أو مثبتة عن طريق الجبال -حسب الاعتقاد القديم- ومضت القرون وتم اكتشاف قانون الجاذبية ورأينا بعيوننا ما قاله الكتاب أن الأرض معلقة في السماء على لا شيء بواسطة قوانين الجاذبية.  ونستطيع أن نذكر الكثير من الأمثلة المشابهة)..  وقمنا بعمل قسم كبير حول الاعجاز العلمي للكتاب المقدس  هنا في موقع القديس تكلا هيمانوت.

 

 3. الكتاب المقدس صحيح تاريخيًا

هل أكد علم الحفريات على صحة أحداث الكتاب المقدس؟ نعم فقد أثبتت الحفريات صدق الكتاب الكامل، وقد وجد علماء الحفريات الكثير من حفريات بعض الشعوب القديمة مثل الحثيين والتي لم تكن معروفة قبلًا إلا من خلال الكتاب المقدس، ووجدوا فلك نوح بنفس أبعاده فوق جبل أرارات، ووجدوا لوح موآب وقصته الشهيرة، والكثير غيرها وقد قال في هذا عالم الآثار نلسون جلويك (ونقله روبرتس في كتابه): “لم يحدث اكتشاف اثري واحد ناقض ما جاء في الكتاب المقدس. إن التاريخ الكتابي صحيح تمامًا بدرجة مذهلة، كما تشهد بذلك الحفريات والآثار”.

كما أننا نجد أن جميع الشخصيات، والأماكن، والشعوب، والأسماء، والأحداث التاريخية التي ذكرها الكتاب هي صحيحة تمامًا ومثبته تاريخيًا، وقد تحدثت الشعوب القديمة عن الكثير من حوادث الكتاب المقدس مثل الخليقة والطوفان  وبرج بابل، فعلى أي شيء يؤكد هذا؟

ومن المستحيل أن يدعي شخصًا تحريف الإنجيل ويقدم دليلًا على ذلك فلا يستطيع أي مدعي أن يجيب على هذه الأسئلة: متى حرف الإنجيل؟ من حرف الإنجيل؟ أين حرف الإنجيل؟ لماذا حرف الإنجيل؟ لو حرفت كلمة الله، لماذا لم يمنع الله هذا التحريف؟

فالسؤال الأول مستحيل الإجابة إليه لأنه توجد لدينا مخطوطات قديمة جدًا للكتاب المقدس والآلاف من اقتباسات الآباء منه كما تشهد الكتابات القديمة له. والسؤال الثاني مستحيل الإجابة عليه لأنه لا توجد مصلحة لأحد في هذا التحريف، ولو حرفه اليهود لكانوا قد استبعدوا الآيات التي تسئ إليهم وتذكر أعمالهم الشريرة في حق الله و الأنبياء ولحذفوا  أخطاء الانبياء. ولو حرفه  المسيحيون لحذفوا الإهانات التي وجهت للسيد المسيح، ولاستغل اليهود هذه الفرصة وشهدوا عليهم لأنهم كانوا موجودين في هذه الفترة. والسؤال الثالث مستحيل الإجابة عليه لأنه لم تمض سوى سنوات قليلة من البشارة  بالانجيل وكان الإنجيل قد انتشر في أغلب مناطق العالم القديم ومن المستحيل أن تجمع كل هذه المخطوطات من أنحاء العالم لتحريفها. ومن المستحيل الإجابة على السؤال الرابع لأنه لا يوجد سبب واحد يدعو المسيحيين أو اليهود لتحريف الكتاب المقدس الذي سفكوا دمائهم من أجل الحفاظ على الإيمان الموجود به.

وتأتي الحقيقة الأخيرة أن كلمة الله لا تحرف لأن الله هو الذي يحفظها عبر الزمان وحاشا لله العظيم القدرة أن يترك كلمته للتحريف. فكل شخص يدعي تحريف الكتاب المقدس إنما يفتري في المقام الأول على الله له كل المجد والقدرة والعزة.

لقد دافع الفخر الرازي (543-606هـ.)، أحد مشاهير أئمة الاسلام عن صحة الكتاب المقدس وسلامة نصّه، فقال 327: “كيف يمكن التحريف في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهورة في الشرق والغرب؟ وكيف يمكن إدخال التحريف في التوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس..؟ إن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأتى تغيير اللفظ، فكل عاقل يرى أن تغيير الكتاب المقدس كان متعذّرًا لأنه كان متداولًا بين أناس كثيرين مختلفي الملل والنحل. فكان في أيدي اليهود الذين كانوا متشتتين في أنحاء الدنيا، بل كان منتشرا بين المسيحيين في أقاصي الأرض..”.

عزيزي، وقد تأكدت الآن من استحالة تحريف الكتاب المقدس، وتعرفت على قوته وسلطانه فهل تبدأ في قراءته ودراسته بانتظام؟

 أولًا: شهادة تفرد الكتاب المقدس

1– الكتاب المقدس فريد في وحدته: فقد كتبه حوالي أربعين رجلًا على مدى قرابة 1600 سنة، وذلك من أماكن مختلفة من ثلاث قارات العالم القديم… وتنوعت مهنة كل كاتب وظروف الكتابة، ومع ذلك خرج الكتاب المقدس في وحدة كاملة وتناسق بديع يدل على أن وراء هؤلاء الكتبة جميعًا روح واحد هو روح الله القدوس.

2– الكتاب المقدس فريد في ملاءمته لكل جيل وعصر: فهو الكتاب الوحيد الذي لم يصبه القدم، بل هو جديد دائمًا وصالح لكل زمان ولكل عصر.

3– الكتاب المقدس فريد في ملائمته لكل عمر وفرد: فهو مناسب لكل فئات الناس ولكل القامات الروحية.

4– الكتاب المقدس فريد في شموله وكماله: فهو الكتاب الوحيد الذي كتب في جميع الموضوعات، فهو بحق مكتبة إلهية شاملة تحوى التاريخ والأدب والشعر والقانون والفلسفة والطب والجيولوجيا والمنطق، إلى جانب القضية الأساسية وهي خلاص الإنسان.

5– الكتاب المقدس فريد في انتشاره وتوزيعه: إذ يفوق توزيعه أي كتاب آخر بعشرات المرات فقد تم توزيع الكتاب المقدس في عام 1998م 20.751.515 نسخة كاملة في 2212 لغة ولهجة.

6– الكتاب المقدس فريد في صموده وبقائه: لم يلق كتاب آخر مثلما لقى الكتاب المقدس من اضطهادات وحروب ولكنه بقى صامدًا شامخًا على مر العصور.

7– الكتاب المقدس في قوته وتأثيره: فهو يلمس الأرواح والقلوب بصورة لا توجد في أي كتاب آخر… إن الملايين قد تغيرت حياتهم حين قرأوا الكتاب المقدس بقلب مخلص.

 ثانيًا: شهادة المراجع الأصلية
هذه النسخ الأصلية والترجمات الكثيرة للكتاب المقدس، والتي بدأت منذ زمن مبكر جدًا قد عملت على سرعة انتشار الكتاب المقدس بين شعوب العالم. ويوجد لدينا الآن أكثر من عشرة آلاف مخطوطة لهذه الترجمات القديمة وهي تتفق جميعها مع الكتاب المقدس الذي بين أيدينا.

 ثالثًا: شهادة كتابات الآباء الأولين والكتب الكنسية

1- شهادة كتابات الآباء الأولين

اقتبس آباء الكنيسة الأولون الكثير من نصوص الكتاب المقدس وذلك في عظاتهم وكتابتهم وترجع أهمية هذه الاقتباسات كدليل على صحة العهد الجديد للآتي:

  • أنها قديمة جدًا إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
  • أنها باللغات الأربعة القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية  والقبطية.
  • أنها مقتبسة في بلاد عديدة سواء في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
  • أنها كثيرة جدًا إذ يبلغ عدد الاقتباسات التي اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية حوالي 32000 اقتباسًا، فإذا أضفنا إليهم اقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى 440 م. لزاد العدد عن 200 ألف اقتباسًا ولأمكن منها استعادة  العهد الجديد أكثر من مرة في أكثر من لغة.

 2- شهادة الكتب الكنسية

عرفت الكنائس والقراءات الكنسية منذ بداية المسيحية والقراءات الكنسية عادة محافظة تعتمد على أقدم المخطوطات… والكتب الكنسية وجدت مطابقة تمامًا للنصوص الكتابية التي بين أيدينا فلا يوجد بها ما يغاير أو يضاد أي نص عندنا.

 

رابعًا: شهادة العلم الحديث

عزيزي
نريد أولًا أن نضع أمامك الحقائق الآتية

  • الكتاب المقدس يحتوى على حقائق علمية كثيرة، مكتوبة بأسلوب بسيط يناسب القارئ العادي.
  • الكتاب المقدس لم يحتو على الأخطاء العلمية التي كانت شائعة وقت كتابته.
  • الكتاب المقدس أخبر عن كثير من الأمور العلمية، والتي لم تكتشف إلا حديثًا.

وإليك بعضًا مما يوضح توافق العلم مع الكتاب المقدس

  • الكون ليس أزليًا (تك 1:1).
  • كانت الأرض في بدايتها بغير حياة (تك 2:1).
  • اجتماع المياه جميعها إلى مكان واحد (تك 9:1،10).
  • ظهور الأعشاب أولًا ثم البقول ثم الأشجار (تك 11:1).
  • ترتيب ظهور الكائنات الحية (تك 1).
  • خلقة الإنسان من تراب الأرض (تك 7:2).
  • إشارة إلى كروية الأرض (أش 22:40).
  • إشارة إلى الجاذبية الأرضية (1يو 7:26).
  • إشارة إلى دورة المياه في الطبيعة (جا 7:1).
  • إشارة إلى تنوع الأنسجة في الكائنات الحية المختلفة (1كو 39:15).
  • إشارة إلى تحلل العناصر في الطبيعية (2بط 10:3-12).


 خامسًا: شهادة التاريخ والآثار

شهدت الآثار بكل صدق لقصص الكتاب المقدس، وأنها حقيقة وليست خيالًا، وإليك بعضًا من هذه الاكتشافات

 1- شهادة آثار العهد القديم لصحة الكتاب المقدس:

  • اكتشفت صحائف وكتابات آشورية وبابلية، تحكى قصة خلق الإنسان وطرده من الجنة طبقا لما ورد في (تك 2).
  • يوجد اليوم على الأقل 33 وثيقة في أماكن عديدة تحكى عن الطوفان (تك 7).
  • عثر على سفينة نوح على قمة جبل أراراط في أرمينيا، ونشرت جريدة أخبار اليوم ذلك الخبر في 9 يونيه 1946م ووصفوا الفلك وأبعاده وجاء مطابقا لما جاء في (تك 6).
  • اكتشف الأثريون مدينة فيثوم التي بناها رمسيس الثاني، وتعرف الآن بتل المسخوطة بالقرب من الإسماعيلية (خر 5:1).
  • اكتشف الأثريون لوحة إسرائيل الموجودة الآن بالمتحف المصري بالقاهرة، وهي تحكى قصة خروج شعب بنى إسرائيل وعبوره البحر الأحمر (خر 14).
  • اكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض كما وجدت بقايا أخشاب محترقة ورماد دليلًا على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يش 6).
  • وغيرها الكثير والكثير من الاكتشافات مثل  حجر موآب وصخرة كردستان وبوابة أشتار في بابل وحجر  قانون حمورابي وحفريات مدينة صور والسامرة، وكلها تحكى قصصًا مطابقة لما جاء في الكتاب المقدس.

 2- شهادة آثار العهد الجديد لصحة الكتاب الشريف

  • تم اكتشاف خشبة  الصليب المقدس  واكليل الشوك الخاص بالسيد المسيح والمسامير وملابس الرب يسوع التي أخذها الحراس والقصبة التي أعطيت له، وكل هذه محفوظة في كنائس معروفة.
  • شهادة الوثائق التاريخية لصحة ما جاء  بالانجيل عن السيد المسيح.
  • شهادة  يوسيفوس المؤرخ اليهودي  في القرن الأول الميلادي في كتابه العاديات والآثار.
  • شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الروماني في القرن الأول الميلادي في كتابه عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
  • شهادة ثالوس المؤرخ السامري في القرن الأول الميلادي.
  • شهادة التلمود اليهودي عن شخصية السيد المسيح.
  • تقرير بيلاطس البنطي إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر بشأن المسيح، وهو محفوظ الآن بمكتبة الفاتيكان بروما.
  •  صورة الحكم الذي نطق به بيلاطس البنطي على يسوع، وهو موجود الآن بدير الكارثوزيان بالقرب من نابولي.

 سادسًا: شهادة إتمام النبوات

 1- شهادة نبوات العهد القديم لصحة الكتاب المقدس

  • نبؤات عن السيد المسيح: هناك أكثر من 300 نبوة تنبأت عن شخص الفادي والمخلص، وكلها تحققت في السيد المسيح مولود بيت لحم.
  • نبوات عن شعوب وملوك:

*   نبوة نوح لأولاده الثلاثة عن شعوب الأرض (تك 25:9-27).

*   نبوة  يشوع عن أريحا في القرن الـ15 قبل الميلاد (يش 26:6)، وتحققت في (1مل 34:16).

*   نبوة إشعياء عن خراب بابل العظيمة (أش 9:13-22)، وتحققت بعد 160 سنة تقريبًا.

*   نبوة إشعياء عن انتصار كورش على  البابليين وعودة اليهود من السبي (أش 45:44)، وتحقق ذلك حرفيًا.

*   نبوة إشعياء عن البركة الفريدة التي لشعب مصر (أش 25:19)، وتحقق ذلك بمجيء العائلة المقدسة  لها.

*   نبوة اشعياء عن وجود مذبح للرب في أرض مصر (أش 19:19-21)، وتحقق ذلك في المسيحية بعد 600 سنة.

*   نبوة  ارمياء عن سبى الشعب اليهودي (أر 8:25-11) وتحقق ذلك بعد عشرات السنيين.

*   نبوة  حزقيال عن خراب صور وعدم قيامها مرة أخرى (حز 7:26-21) وتحقق ذلك حرفيًا.

*   نبوة دانيال عن ظهور الاسكندر الأكبر وفتوحاته ثم موته وانقسام مملكته (دا 8-11) وتحقق ذلك بكل دقة وبعد مئات السنيين من النبوة.

 2- شهادة نبوات العهد الجديد لصحة الكتاب المقدس

  • تنبأ السيد المسيح عن الاضطهاد الذي سيلاقيه  التلاميذ (مت 17:10-23)، وكذلك عن ثبات وصمود  الكنيسة أمام الاضطهادات (مت 16:16-18)، وقد تحقق ومازال يتحقق ذلك حرفيًا.
  • وتنبأ عن دمار  كورزين وخراب بيت صيدا وكفر ناحوم (مت 20:11-24)، وقد زالت هذه المدن في القرن الرابع الميلادي.
  • وتنبأ عن خراب  اورشليم والهيكل قبل خرابها بأربعين سنة (لو 43:19،44).
  • وتنبأ عن انتشار الإنجيل في المسكونة كلها (مر 10:13)، وقد تحقق ذلك.
  • وتنبأ عن استشهاد القديس بطرس والطريقة التي يستشهد بها (يو 18:21،19)، وقد تم هذا حرفيًا.

 سابعًا: شهادة العقل والمنطق

 1- دور العهد القديم في إثبات صحة وسلامة العهد الجديد

وحدة  العهد القديم والعهد الجديد وترابطهما الشديد يؤكدان على صحة وسلامة العهد الجديد، لأنه يلزم لمن يرغب في تحريف العهد الجديد أن يحرف أيضًا العهد القديم ليجعله مطابقًا له… وإذا كان المسيحيون سيحرفون العهد الجديد ليجعلوا من مسيحهم إلها، فلماذا سيصمت اليهود وهم يرون كتبهم تحرف أمام أعينهم؟ لماذا لم يملأوا العالم صياحًا ويشهدوا على زمان التحريف ومكانه؟

 2- دور كتبة العهد الجديد في إثبات وحيه وعصمته

  • كان معظم كتبة العهد الجديد شهود عيان للأحداث.
  • كتبوا أسفارهم من أماكن متفرقة، ولكنها جاءت في وحدة واحدة.
  • ذكر الرسل أخطاءهم الشخصية مما يدل على أمانتهم في الكتابة.
  • كرزوا بالأمر الصعب وهو (الإله المتجسد والمصلوب) ولو كانت نية التحريف أو التبديل عندهم لنادوا بالأمر السهل والأكثر قبولًا.
  • لم يعتمدوا في كرازتهم على سلاح أو مال، ولكنهم نجحوا في غزو العالم كله، مما يدل على صدق دعوتهم وأنها بمؤازرة الله نفسه.
  • استشهدوا جميعًا (عدا يوحنا الحبيب) في سبيل ما كتبوا وكرزوا به.

 أسئلة لا تجد لها كتابة إذا صحَّت دعوى تحريف كتاب الله!!

  • هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يدلونا على مؤرخ ذكر شيئا في التاريخ – ولو عابرا – عن مؤتمر أو مجمع ضم أجناس البشر من جميع القارات لتحريف الكتاب المقدس؟
  • هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو واحد منها:

*   من الذي حرف الكتاب المقدس؟

*   متى حرف الكتاب المقدس؟

*   أين حرف الكتاب المقدس؟

*   لماذا حرف الكتاب المقدس؟

*   أين النسخة الأصلية التي لم تحرف؟

 الخاتمة

هذه الأسئلة لن تجد لها إجابة عند أحد؟ هل تعرف لماذا؟ لأن الكتاب المقدس لم تمتد إليه يد التحريف من بعيد أو قريب، طبقًا لوعد السيد المسيح نفسه: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لن يزول” ( انجيل متى 35:24).

 

 

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *