“هوة الشنية”… القمع والبئر والمغارة

“هوة الشنية”… القمع والبئر والمغارة

“هوة الشنية”… القمع والبئر والمغارة

“هوة الشنية”… القمع والبئر والمغارة

هوة طبيعية جمعت ما بين الانهدام البئري والفسحة الكروية بتشكيلات طبيعية ضمن قرية “الشنية، فأضحت من الهوات السورية النادرة.
وقد تمكن الباحث الراحل “إياد السليم” من النزول إلى “هوة الشنية” كأول شخص يوثق مكنوناتها، بشكل عام الهوة نوعان: الأول منها بئريّ ويكون مثل البئر ضيق الفتحة وعمودي إلى الأسفل وهي بلا نهاية، أما النوع الثاني فهو كروي أي كروية الفراغ، وتكون بشكل عام كبيرة جداً، فهي مغارة كروية وقد سقط سقفها في أحد جوانبه، حيث إن النزول إليها غير ممكن دون حبال في أغلب الحالات دون تدخل الإنسان، ومن المعروف أن أشعة الشمس تصل إلى أغلب تجويفها، فترى على تشكيلاتها الصخرية نمو الطحالب والنباتات.

.الموقع

“هوّة الشنية” هوة طبيعية نادرة من حيث مكنوناتها وطبيعتها الجغرافية، وهي تقع في قرية “الشنية” التابعة إلى منطقة “القدموس”، وهي بفوهة علوية يبلغ قطرها ثلاثين متراً، وتنحدر بشكل قمع عمودي في أسفله فتحة بارتفاع اثني عشر متراً فوق القاع، وقد تمكن الباحثون من النزول إليه بواسطة الحبال والسلالم المصنوعة من الحبال أيضاً، حيث يوجد بهو كبير أسموه “الصالة الكبيرة” وهي دائرية الشكل فيها الكثير من التشكيلات الصخرية الجميلة، التي يمكن تأهيلها لتكون مقصداً سياحياً مهماً.

. منذ عشرين عاماً عملت إحدى الآليات الثقيلة “تركس” جانب الهوة فقامت بإلقاء الصخور والأتربة الناتجة عن عملية الاستصلاح داخل الهوة بعد طلب الأهالي ذلك، لعدم إدراكهم قيمتها الطبيعية والجغرافية، آملين بذلك ردم فوهتها حرصاً على عدم سقوط أحد فيها، وبقيت الآلية الثقيلة تلقي بالصخور الضخمة فيها لمدة /12/ ساعة، فنتجت مأساة حصدنا نتائجها حالياً وهي تغطية كامل أسفل الصالة، بالتأكيد غمرت تشكيلات الأرض من جرون صخرية وصواعد وغيرها، وهذا يمكن رؤيته أسفل الفوهة مباشرة حيث تظهر تلة الصخور والأتربة.
وربما هذه قد أغلقت بئراً أعمق في وسطها، وقد يكون فيها أيضاً نفق مائي قد أغلقته الصخور.

لم يلاحظ أي تغيير أو تخريب لمعالم الهوة في العمق، وفي تكويناتها وتشكيلاتها الداخلية الجميلة، وهذا دليل قاطع على أن قدم إنسان لم تطأ سابقاً هذا المكان أي العمق الداخلي لها، علماً أنه يوجد كسر واحد فقط فيها ويبدو أنّ سببه الصخور المتساقطة من عملية الردم السابقة.

هناك الكثير من القصص والحكايا المرتبطة بالهوة، منها أنه في إحدى المرات سقط في الهوة خروف “جدي” وحاول أحد أبناء القرية النزول عبر الحبال لاسترجاعه، وبعد النزول حوالي /14/ متراً صرخ بصوت مرتفع: “اسحبوني، اسحبوني”، وبعد سحبه إلى الأعلى فارغ اليدين، قال: إنه شعر بتيار هواء بارد وقوي يأتي من الأسفل، وهو ما دفعه إلى الصراخ، علماً أن صوت الخروف ظل يسمع فترة من الزمن ومن ثم اختفى.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *