آثار كنيسة وخمسة قصور رومية

وَلَنــــــــا في قصرُ المُخَرّم جولة؟

وَلَنــــــــا في قصرُ المُخَرّم جولة؟

للحقيقة المجردة التي يتوجب على كل السوريين معرفتها أُكَرِّسُ منشوري هذا اليوم.
حديثي اليوم يندرج في خانة المسيحية السورية المولد والمنشأ التي لدينا من آثارها ما لا يُحصى كماً ونوعاً على اتساع أراضينا السورية. وهذه الآثار هي وليدة ثقافةٍ سورية، بل أصيلة نَبَتَت ونمت وتطورت على هذه الأرض ونحن السوريون هم من صَدَّروها إلى كافة أصقاع الأرض وسأخصصه للحديث عن أثار قصر المخرَّم في الريف الشمالي الشرقي لحماة.
وما سأتناوله ليس منقولاً عن المصادر، سواء أكان ما يخص الصور التي التقطْتُها بنفسي أثناء زيارتي للموقع في آب من عام 2008 أم القراءات التي هي مجهودي الخاص أيضاً.
سأقوم بتقسيط هذا المنشور على دفعات.

الدفعة أو الحلقة الأولى

يقع قصر المخرم في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حماة. (انظر الخارطة المرفقة). وكان يشكل، مع عدد آخر غير محدد، منظومة دفاعية تتوضع على تخوم البادية السورية على خط المطر لتشكل سلسلة قليعات على تباعدات مدروسة بحيث يمكن التواصل فيما بينها بسهولة . ونرجح أن هذه المنشأة كانت عبارة عن معسكر أو Castrum على غرار ما نعرفه من مواقع أخرى ليست بعيدة عن “قصر” المخرم وهي معسكر “قصر” ابن وردان ومعسكر الأندرين. ويزيد من شدة اعتقادنا بذلك تاريخ، بل تواريخ هذه المنشآت الثلاثة والتي تقع جميعها إبان فترة حكم الإمبراطور الرومي جوستنيان وما بعدها بقليل. والمعروف أن هذا الملك أوفد مهندسيه عدة مرات من القسطنطينية خصيصاً لإعادة إعمار ما دمره زلزالا عامي 526 و528م ولزيادة تحصين الجبهة السورية في البادية ضد الخطر الفارسي أيضاً. أرفق صورة غوغل إيرث لموقع قصر المخرم تُظهر القرية الحديثة إلى اليسار والموقع الأثري إلى اليمين.
1. الكتابة على النجفة التي يعلوها قوس نصف دائري: (الصورة1)

وصف النجفة

النجفة قائمة في مكانها الأصلي وتواجه جهة الشرق. أبعادها التقريبية 65×200سم من الحجر البازلتي. النجفة مكسورة بشكل ناجز من جهتها الجنوبية عند نقطة ارتكازها باتجاه شاقولي مائل قليلاً على بعد حوالي 40 سنتمتراً من حافة النجفة. الكتابة منفذة بطريقة الحفر النافر على خمسة أسطر تفصل بينها، أفقياً، خطوط أفقية مزدوجة نافرة منفذة بشكل دقيق. ويتوسط النجفة إطار مربع أبعاده 50×50سم محاط بإطار ذي خط مزدوج مماثل للخطوط الأفقية الفاصلة ما بين السطور. ويشطر هذا الإطار المربع الكتابة إلى شطرين شمالي وجنوبي على كامل ارتفاع الأسطر باستثناء السطر العلوي الذي يقل قياس أحرفه عن بقية الأسطر الأربعة التي تدنوه، والذي يستمر على كامل اتساع النجفة تقريباً. ويحتوي الإطار المربع على شارة الصليب متساوي الأذرع تتداخل معه شعاعياً عند المركز شارة X (حرف “خي” اليوناني الذي هو اختصار لكلمة “خريستوس” اليونانية أي “المسيح”.
الكتابة كاملة وواضحة المعالم ولا تعتريها أية تشوهات باستثناء قطعة مفقودة عند منطقة الكسر بعد بداية السطر الأول نقدر أنها تتسع لثلاثة أحرف، وأيضاً باستثناء شظية أخرى تدنوها في السطر السفلي عند منطقة الكسر أيضاً نقدر أنها تتسع لحرف واحد مفقود.
يعلو النجفة تكوين قوسي له تفاصيلُه وتكلله من الأعلى عصابة نافرة سنأتي إلى الحديث عنها في الدفعة التالية من هذا المنشور.
لسنا نستطيع معرفة طبيعة أو وظيفة المنشأة التي تنفتح عليها البوابة الحاملة لهذه النجفة نظراً لاقتصار الزيارة على ساعة من الزمن لم تتح لنا استطلاع المكان بشكل موسع. وإن كان هذا لا يمنع من الاعتقاد بأن المكان يوحي بأنه كان معسكراً محصناً بأسوار وأبراج دفاعية على غرار ما نعرفه من آثار الـ Castrum في الأندرين أو معسكر التجمع الأثري الذي يعرف اليوم باسم “قصر ابن وردان” وكلاهما لايبتعدان كثيراً إلى الشرق والشمال الشرقي من “قصر المخرم”. ويبقى الكلام الفصل في حقيقة هذه المنشآت ووظيفتها إلى معاول التنقيب الأثري التي نرجو أن لا يطول الشروع بها مستقبلاً .

أ‌. الكتابة الرئيسية على النجفة

• الترجمة إلى العربية

السطر العلوي
” (أيها) المسيح المولود من مريم، كن لي بالله حامياً وموئلاً حصيناً يُخَلِّصُني.”
الكتابة على الشطر الجنوبي
” الرب يحرس دخولك وخروجك. الرب يحميك من كل سوء.”
الكتابة على الشطر الشمالي
” وُضِعَت هذه النجفة، بعون الله، في شهر بانيموس، الخمس عشرية الثالثة، عام 881 😊 تموز سنة 570 ميلادية).

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *