الحسين بن علي الهاشمي ملك العرب1854 – 1931

الحسين بن علي الهاشمي ملك العرب1854 – 1931

الحسين بن علي الهاشمي ملك العرب1854 – 1931

 

الحسين بن علي الهاشمي ملك العرب1854 – 1931
مقتطفات من السيرة الذاتية

ولد الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن في استنبول، منفى والده، عام 1854م.

انتقل إلى مكة وهو طفل حيث كان عمه الشريف عبد الله باشا أميراً على مكة.

ولما تولى عمه الثاني إمارة مكة نفاه إلى إستنبول عام 1891م.

عين في استبول عام 1893م، عضواً في مجلس شورى الدولة، وبقي في هذا المنصب حتى الإنقلاب التركي وإعلان الدستور عام 1908م.

عاد إلى مكة بعد وفاة عمه عون الثاني وعمه الثالث عبد الإله، وعين أميراً على مكة عام 1908م.

استعان به الأتراك لإخضاع أمير عسير محمد بن علي الإدريسي.

الثورة العربية الكبرى

شهدت الفترة تموز عام 1915 وآذار عام 1916 مراسلات حسين- مكماهون حيث تبادل السير هنري مكماهون، المفوض السامي البريطاني في مصر، والأمير حسين بن علي، أمير مكة في ذلك الوقت، الرسائل التي قدم فيها البريطانيون تعهدات معينة تجاه العرب واقامة مملكة العرب في القسم الآسيوي من العالم العربي حتى آخر من يتكلم العربية في كيليكيا في الاناضول وكانت كلها ارض سورية وان يكون الشريف حسين بن علي ملكا عليها، مقابل دعم العرب للبريطانيين ضد العثمانيين خلال الحرب.

وفي حزيران عام 1916 بدأت الثورة العربية ضد تركيا، حليفة ألمانيا، وهي الثورة التي عمل البريطانيون بجد على تشجيعها.

الشريف حسين بن علي
دعم البريطانيون الشريف حسين بن علي في ثورته ضد العثمانيين

وفي تشرين الأول عام 1916 نصب الشريف حسين بن علي نفسه “ملكا على بلاد العرب”، على الرغم من أن الحلفاء اعترفوا به رسميا فقط كملك على الحجاز.

واتجه ضابط الاستخبارات البريطاني توماس إدوارد لورانس للجزيرة العربية وعمل مع القوات العربية غير النظامية لعامين متتاليين. وأصبح لورانس ضابط اتصال ومستشارا لفيصل، نجل زعيم الثورة الشريف حسين بن علي في مكة.

وقد كان لورانس الذي اشتهر بلقب لورانس العرب تكتيكيا مميزا ومنظرا مؤثرا للغاية في حرب العصابات ضد الأتراك.

فقد هاجمت قواته غير النظامية الصغيرة والفعالة طرق الاتصالات والإمداد التركية وحالت دون مشاركة الآلاف من القوات التركية في القتال ضد قوات الحلفاء بقيادة الجنرال إدوارد اللنبي.

الشريف حسين بن علي
نسخة من إعلان الاستقلال عن الدولة العثمانية الذي نشره الشريف حسين بن علي

وكان الهدف الأسمى للورانس هو مساعدة العرب على تحقيق النجاح العسكري الذي من شأنه أن يؤدي إلى الحكم الذاتي بعد الحرب.

وفي يونيو/حزيران عام 1917 حققت القوات العربية أول انتصار كبير لها حيث استولت على العقبة، وهو ميناء ذو أهمية استراتيجية على البحر الأحمر، واستمر النجاح حيث شقوا طريقهم تدريجيا شمالا.

فرساي والمملكة السورية

وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء وانهيار الدولة العثمانية، مثل حسين في مؤتمر فرساي للسلام ابنه الثالث فيصل، لكنه رفض التصديق على معاهدة فرساي (1919)، رافضاً الانتداب على سورية وفلسطين والعراق من قبل فرنسا وبريطانيا.

وفي الواقع أن أنظمة الانتداب كانت قد سبقتها خطوات تمت أثناء الحرب العالمية الأولى، فقد كانت بريطانيا وفرنسا وروسيا قد توصلت في أيار عام 1916 إلى اتفاقية سايكس بيكو والتي بموجبها سيتم تدويل الجزء الأكبر من فلسطين.

ومما زاد الوضع تعقيدا، قيام آرثر بلفور، وزير الشؤون الخارجية البريطاني حينئذ، بتوجيه رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (وعد بلفور) يعرب فيها عن تعاطفه مع “إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين مع تفهم أنه لن يتم عمل أي شيء من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين”.

الأمير فيصل، الذي صار بعد ذلك ملك العراق، مع أفراد حاشيته في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 ويظهر على يمينه العقيد لورانس بغطاء الرأس العربي، كما يظهر نوري السعيد (الثاني من يسار الصورة) الذي صار رئيسا للوزراء فيما بعد
الأمير فيصل، ملك سورية و الذي صار بعد ذلك ملك العراق، مع أفراد حاشيته في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 ويظهر على يمينه العقيد لورانس بغطاء الرأس العربي، كما يظهر نوري السعيد (الثاني من يسار الصورة) الذي صار رئيسا للوزراء فيما بعد

يذكر أن لورانس حضر المؤتمر مع فيصل وكان يأمل بأن يعاد رسم الحدود في المشرق العربي استنادا إلى معرفته بالمناطق المعنية وسكانها، فطرح مقترحات تلغى خطة التقسيم التي تم الاتفاق عليها عام 1916 بين سير مارك سايكس وفرانسوا بيكو ممثلين عن بريطانيا وفرنسا.

وقد اقترح لورنس حكومتين منفصلتين للمناطق الكردية والعربية في العراق الحالي. كما اقترح حكومتين منفصلتين للعرب في بلاد الرافدين والأرمن في سورية.

وكان لورانس قد درس خلال عامي 1915 و1916 التقارير والمعلومات الواردة من كافة تلك المناطق دراسة معمقة.

كما بحث لاحقا المستقبل السياسي للمنطقة إلى جانب متطوعين من سورية وبلاد الرافدين.

غير أن البريطانيين والفرنسيين كانوا قد اتفقوا، قبل بدء مؤتمر باريس، على مستقبل الأراضي العربية التي كانت خاضعة لتركيا.

وفي 20 اذار عام 1920 حضر مندوبون من فلسطين المؤتمر السوري العام في دمشق الذي أصدر قرارا برفض وعد بلفور وانتخب فيصل الأول نجل الشريف حسين بن علي ملكا على سورية الموحدة (بما في ذلك فلسطين).

ولكن بعد أسابيع قليلة قسم الحلفاء المناطق التابعة سابقا للإمبراطورية العثمانية المهزومة في مؤتمر السلام الذي عقد في سان ريمو بإيطاليا في نيسان

وبحلول يوليوون ذلك، أقامت بريطانيا منطقة نفوذ في العراق، ولتخفيف مقاومة الحكم البريطاني، قررت بريطانيا في آذار عام 1921 رعاية فيصل كملك للبلاد، وقد ظل جالسا على العرش حتى عام 1933.

نهاية مملكة الحجاز

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه في آذار عام 1924 نصب الشريف حسين بن علي نفسه خليفة للمسلمين، لكن الحرب مع عبد العزيز آل سعود كانت وشيكة، وشن إخوان طاعة الله الموالين لآل سعود هجوما على الطائف في أيلول من ذلك العام، ولم يكن الشريف حسين بن علي مستعدا لصد ذلك الهجوم.

ونجحت قوات آل سعود في دخول الطائف ومكة عام 1924. وفي 5 تشرين الأول من ذلك العام تنازل الشريف حسين بن علي عن العرش لنجله الأكبر علي، وقد نقله البريطانيون إلى قبرص.

عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية
عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية

ويذكر أن جدة صمدت أمام حصار قوات آل سعود حتى 17  كانون أول عام 1925.

وعاش الشريف حسين بن علي في قبرص حتى عام 1930، ثم عاد إلى الشرق الأوسط ليعيش مع ابنه عبد الله في شرق الأردن حيث توفي عام 1931.

وللحسين بن علي 4 أبناء هم علي وعبدالله وفيصل وزيد، و خلف علي والده في عام 1924 كثاني ملوك الحجاز ، لكنه تنازل في العام التالي، وأصبح عبد الله ملكا على شرق الأردن (الأردن فيما بعد)، وأصبح فيصل ملكا على العراق باسم فيصل الأول.

* كلمة الحسين بن علي حول بيعة أهل سورية وسياسته حولها عام 1918
ايضاحات الملك حسين بن علي حول بيعة أهل سورية وسياسته حولها
أرسل فيصل بن الحسين في الثالث من تشرين الأول 1918م برقية إلى والده الشريف حسين في مكة، تضمنت بيعة السوريين لفيصل باسم جلالة الملك حسين.
وفي الثامن منه، رد الشريف حسين بن علي على البرقية برسالة جوابية نشرت في جريدة القبلة.
وفي العاشر منه، استقبل الشريف حسين وفداً من الشخصيات التي كانت متواجدة في مكة، وكان بينهم بعض السوريين.
وذكرت جريدة القبلة التي كانت تصدر باسم الشريف حسين حينها، في العدد 220، أنه كان من بين السوريين موظفين وتجار دون ان تذكر أسمائهم او تشير إلى مناصبهم.
وذكرت الصحيفة:” استقبل مولانا صاحب الجلالة الهاشمية في صباح يوم أمس أعيان وأركان البلاد وأركان حكومتها السنية بمناسبة البرقية الواردة من حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل حفظه الله والجواب العالي الكريم على تلك البرقية.
ومن الذين حصلوا على شرف تلك الحظوة أفراد السوريين المقيمين في مكة المكرمة من موظفين وتجار وغيرهم. فبعد أن تبركوا بلثم يد جلالة المنقذ أيده الله أمرهم جلالته بالجلوس ثم عرض حضرة نائب وكيل الخارجية الشيخ مساعد اليافي شكرهم للعرش الهاشمي الاسمى على ما تم من انقاذ بلادهم وأهلهم ودخولهم تحت جناح رأفة ولي النعم واستظلالهما بظل الراية العربية المنصورة الخالدة ان شاء الله تعالى الى يوم الدين”.
ثم نقلت الجريدة حديث الشريف حسين في الاستقبال،حيث ذكرت: “وحينئذ تفضل حضرة صاحب الشوكة والمهابة المليك المعظم فوجه اليهم من درر الحكمة الهاشمية هذه الآيات البيانات فقال أيده الله وأمتع البلاد والعباد بتخليد ملكه”:
 
– نص كلمة الشريف حسين كما نشرت في جريدة القبلة
 
“أنكم يا أبنائي كلكم مسلمون، وان من العقائد الإسلامية أن الأمور كلها مقدرة في سابق علم الله تعالى، فلا يحدث في في الكون الا ما سبقت به المشيئة الالهية من الأزل، على الطرز والوجه المحتم، وفي الوقت والساعة المعينة، فكل ما حدث وما يحدث من الأمور قد أعد لأوقات معدودة في أماكن محدودة.
ولقد علمتم الغاية الأساسية لنهضتنا التي هي أيضاً من المقدرات التي قضت بها المشيئة الصمدانية من الأزل احياء للبلاد ورحمة بالعباد، فاستخرنا الله تعالى في إنقاذ النية الخالصة لوجهه الكريم، غير طالبين الا رضاه. ولو أردنا راحة النفس ومتاع الدنيا لكان لنا من ذلك ما يكفينا بكل سعة فرجحنا السعي لنصرة قومنا وانقاذ أوطاننا وارضاء ربنا. وها هم التجار الذين بين ظهرانيكم يتذكرون أنه عندما ضرب نطق الحصر البحري على سواحل البحر الأبيض ساءني أن يقع بنو قومي السوريون في ضنك العيش فصرحت للتجار باسعاف تلك الديار على قدر الوسع وقد حصل ذلك بالغعل.
وأني أؤكد لكم يا أبنائي أنه لا فرق عندي بين أحد من بني قومي مهما اختلفت أوطانهم ونحلهم، فهم جميعاً في نظري بمنزلة الأشخاص المقيمين معي في هذا المنزل وتحت هذا السقف. وان خروج المتغلبة من تلك الديار قد أحدث لي وظيفتين جديدتين أحدهما اتخاذ كل الوسائل النافعة لعمران البلاد والثانية السهر على راحة أهلها وسعادتهم.
ولقد قلت أمس لفيصل في الجواب على برقيته الواردة من دمشق انه مادام السوريون قد حملوني هذا العبء الثقيل فقد وجب عليهم ان يعينوني على ما فيه راحة البلاد وسعادتها ورفاهها لاسيما وهم أبناؤها وأعرف الناس بما يلزم لها من الحاجيات، وهم الأجدر بتولى أمورها على أسلوب العرف فيها. وان العرف المنزلة الثانية في نظر الشرع حيث قال الله تعالى:” خذ العفو وأمر بالعرف”، ومن حق العرف أن تكون له هذه المنزلة في نظر الشرع، لأن الوقوف على عرف الأمم من أكبر أسباب النجاح في تحصيل سعادتها، وان العلم بعرف جهة من الجهات أحسن ثمرة من التبحر في العلوم النظرية من غير معرفة بوجوه تطبيقها وطرائق الاستفادة العلمية من قواعدها وفروعها. ولاشك ان أبناء البلاد أعرف بعرف بلادهم، ولذلك قلت انهم الأجد بتولى أمورها.
وإني ذكرت أبناء سوريا فلا أفرق بين أحد منهم بمذهب او غيره بل كلهم في نظري سواء لأن وحدة القومية هي جامعة التفاهم وتبادل المصالح والمنافع. وطالما قلت ان العرب عرب من قبل ان يكونوا مسلمين او مسيحيين أو موسويين وان العربي يمكن ان يصير مسلماً أو مسيحياً او موسوياً ولكن يستحيل عليه أن يصير جاوياً أو يونانياً . فإذا كان أحد قد أساء فهم هذه الحقيقة أو تفهيمها فيكون قد أساء إلى الحقيقة وإلى العرب الذين أثبت تاريخهم أن اختلاف الدين لا يمكن أن يكون سبباً لهضم حق أو لحط من كرامة أو لغير ذلك من مطلب الحياة الاجتماعية الهنيئة. وهل فيكم من لا يعرف أن النبي صلى الله عليه وسم قد أجاز لليهودي أن يتقص منه، مع أن الإسلام كان في ذلك الوقت في عنفوان قوته والصحابة من حوله صلى الله عليه وسلم يفتدونه بأرواحهم، فلم يكن كل ذلك ليكون سبباً يمنع اليهودي من طلب حقه بكل صراحة رغم ما استعمله من الخشونة في الطلب.
فالبلاد يا أبنائي هي لأهلها يتمتعون بكل حقوقها ويجنون من كل ثمراتها فلا يفرق بينهم في الحقوق والواجبات، الأخذ بوسائل الكسب والتمتع بالثمرات، أي سبب من الاسباب، ما دام كل فرد منهم يعرف الحق فلا يتعدى حدوده، ويقوم بالواجب ولوازمه فلا يتوانى عنه.
لقد كان القصد من هذه النهضة ارضاء الله تعالى واعطاء القومية العربية حقها من الخدمة بانقاذ بنيها وحفظ أوطانها. وان اذعان العرب لقوميتهم من أخص مآثرهم وأقدم سجاياهم فهم من عشاق الاستقلال القومي من قبل ومن بعد، كما قال القرشي “لأن يربني رجل من قريش خير من أن يربني رجل من هوازن” فإذا كان هذا حسهم في قوميتهم الجزئية فكم بالحري أن يكونوا في غيرتهم وحميتهم على جامعتهم العامة.
هذا وان الواجب الذي يترتب علينا وعليكم بعد تمام واجب الانقاذ هو بذل الهمة وتوجيه المساعي إلى إعمار البلاد وانعاشها واحياء مواتها. والله الموفق).
وعلقت الصحيفة في نهاية الخطبة ان الحضور نهضوا جميعاً وفتبركوا بلثم اليد التي هيأت للأمة العربية استقلالها بفضل الله ونعتمته، وخرجوا من الديوان الهاشمي العالي وهم لاهجون بما لهذه اليد من مآتي الخير والفلاح، وأعمال البر والصلاح.

 

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *