الصلاة…

الصلاة…

الصلاة…

الصلاة...

الصلاة…

الصلاة…
– نعجب من انفسنا فقد نسخنا من بيوتنا وعائلاتنا بالتدريج الكثير الكثير من العادات والتقاليد والامور التي تمسكنا بها بعدما تمسك بها آباؤنا واجدادنا لصالح تفاهات اقتحمت حياتنا عبر وسائل الحداثة والتواصل السريع…لعل افضل هذه الامور الحميدة التي نسخناها او كدنا من حياتنا العائلية هي الصلاة الجماعية والعائلية التي عاشها الاهل عبر التاريخ وعشناها نحن الى الامس القريب…
الصلاة وما اجملها وابلغها تأثيرا في تخفيف اثقال النفس، ومن منا لم يذق لذة ذلك السرور، ولم يشعر بتلك الراحة النفسية ذلك الشعور الروحي العميق الذي يتولد فينا بمناجاتنا ومعاشرتنا صديقاً طيب القلب سليم النية والطوية…

 

– ان الانسان عندما يُطلع صديقه الوفي على خفايا قلبه ومكنونات نفسه، عندما يكشف له اوجاعه ومخاوفه فهو يشترك معه نفسيا ووجدانياً وصديقه الوفي يشاركه نفسياً ووجدانياً…ففي مكاشفة ذلك يزول الغم ويتضاعف الهناء والسرور…
لكن أنىّ لنا صديقاً اكثر وفاء واشد اخلاصا من الله، الله ليس فقط أباً شفوقاً “يُشرق شمسه على الأبرار والظالمين ويُمطر على الأشرار والصالحين” بل هو جلت قدره خير صديق لا بل اعظم صديق لنا على اتم معنى الصداقة، الا يعطينا ذلك بقول الرب يسوع له المجد لتلاميذه:”انتم أحبائي”
ومع هذا ما اقل من يشعرون منا في الحديث معه اي في الصلاة بحالة النفس الحسنة التي تنشأ عن مرأى هذا الصديق الأمين ، فما اقل الذين يشعرون منا بضرورة رجوعهم الى الله تعالى كرجوعهم الى أخلص وأوفى صديق ليكاشفوه اوجاعهم النفسية وخاصة في ازمنة الضيق التي نعيشها منذ عشر سنوات وخاصة مع هذا العدو الخفي الذي اغلق في وجوهنا ابواب كنائسنا مرغمين تمشيا مع الحالة العامة للمجتمع والوطن والعالم…وكذلك يجب ان لاننساه في زمن السعادة والرخاء لنشكره على خيره لنا…

الصلاة…
الصلاة…
– السيد المسيح له المجد لم يفتر مدة وجوده على الارض بيننا في ناسوته لمدة 33 سنة عن مخاطبة ابيه السماوي…
– كم من مرة ترك تلاميذه قاصداً البرية وقمم الجبال وآخرها في ليلة العشاء الأخير ليصلي الى ابيه السماوي حتى في اشد حلات جزع ناسوته وهو على الصليب قال لأبيه السماوي:” ان شئت ان ان تبعد عني هذه الكأس.”
يسوعنا الحبيب كان في جميع حالاته النفسية كان يحدق بنظره الفعلي رافعاً نفسه وفكره نحو السماء، اليس في احضان ابيه كان يسكب كل المرارة وجل العذاب الذي كان يقاسيه يومياً في جهاداته المستمرة لمقاومة الشر والرذيلة والكفر وقساوة القلب والرياء، وليعيد الشعب ليصبح شعباً مختاراً من الله.
– اليس في احضان ابيه نفسه كان يودع فرحه بتلاميذه ونجاحهم؟ نعم انه كان يطلب اليه لأجلهم وقد جعلهم في دقائق حياته الأخيرة وديعة بيمين أبيه القوية الناصرة والحامية.؟
– ان روحية الصلاة نفسها فرضت ذاتها على تلاميذه وميزتهم ومن بعدهم جميع القديسين وتشددوا فيها على اضطهاداتهم المهولة واستشهادهم فقد جعلتهم منتصرين على الموت وقاتليهم بكل طمأنينة وسعادة…
هؤلاء الأبرار كانوا يسترشدون بالنور السماوي بالمعونة الالهية في كل عمل من اعمالهم لم يشعروا بوطأة الحزن الشديد لأن ربنا كان يلطف وقعه عليهم…
ليس السعيد فقط هو من يلجأ الى الصلاة في اوقات الشدة بل في اوقات السعادة كما سبق فقلت فيتخذ الله صديقاً دائماً وهذا مافعلته الكنيسة اي جماعة المؤمنين في صلواتها مع آبائها…
– لنجرب ذلك مجدداً كما كنا غي ماضينا واكيد سنحصل على كل السعادة روحاً وكياناً في الصلاة…
المجد لاسم الله من الآن الى الأبد.

 

  • Beta

Beta feature


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *