بستان هشام

بستان هشام

بستان هشام

وردت هذه التسمية في قصيدة سائليني ياشآم للشاعر اللبناني المبدع سعيد عقل…

قصيدة سائليني يا شآم

سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،

كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ

وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا

لانثنى لُبنانُ عِطْراً يا شَآمْ

ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِري

واحتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ

نُقلةٌ في الزَّهرِ أم عندَلَةٌ

أنتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ

أنا إن أودعْتُ شِعْري سَكرَةً

كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ

ردَّ لي من صَبوتي يا بَرَدَى

ذِكرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَوَامْ

ليلةَ ارتاحَ لنا الحَورُ فلا

غُصنٌ إلا شَجٍ أو مُستهامْ

وَجِعَتْ صَفصَافةٌ من حُزنِها

وعَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ

تقفُ النجمةُ عَن دورتِها

عندَ ثغرينِ وينهارُ الظلامْ

ظمئَ الشَّرقُ فيا شامُ اسكُبي

واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَمَامْ

أهلكِ التّاريخُ من فُضْلَتِهم

ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَامْ

أمَويُّونَ، فإنْ ضِقْتِ بهم

ألحقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشَامْ

أنا لستُ الغَرْدَ الفَرْدَ إذا

قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ

أنا حَسْبي أنّني مِن جَبَلٍ

هو بين الله والأرضِ كلامْ

بستان هشام

أين يقع هذا البستان وماهي قصته ولماذا هشام دون معاوية او عبد الملك…الخ؟
وصادف ان سألني البعض من الاصدقاء عن هذا البستان فقمت بالبحث عنه مطولا… لاسما وان دمشق كانت حين دخول المسلمين اليها ملآى بالرغم من صغر رقعتها المحاطة بالأسوار ملأى بالبساتين وبقصور الشخصيات المشيدة فيها وعلى سبيل المثال قصر سرجون النصراني جد القديس يوحنا الدمشقي وثمة مقولة تقول انه في باب الفراديس حيث الخضرة البديعة وخرير مياه بردى الصافية، ومقولة تقول انه في ساحة الامين وفي موقعه تقع مدرسة الأليانس التي كانت لليهود الدمشقيين وهذا مستبعد وانا اميل الى باب الفراديس حيث تعني التسمية فراديس جمع فردوس نظرا لجمال الموقع…وبناء الذوات والشخصيات قصورهم فيه للراحة والترفيه.
وكان بستان للزيتون وفيه معبد لليهود القرائين وهي طائفة يهودية اندثرت وتم شراء المعبد وماحوله من قبل طائفة الروم الكاثوليك 1835واقيمت فيه دار البطريركية وكاتدرائية سيدة النياح والمدرسة البطريركية…وامثلة كثيرة…

فاذن ان يقع بستان هشام؟

هشام هو الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك وهو عاشر الخلفاء الأمويين.
والبستان وان صحت التسمية هي تلك البساتين الغناء التي كانت ملاصقة لسور دمشق الشرقي وبابها الشرقي وهي مدخل الغوطة المعروف اليوم ومنطقة الاحدى عشرية وغزارة مياهها … الى باب توما ووانهارها الثلاثة وماعليها من مطاحن الحبوب وشرقي المنطقة خيث مدخل الغوطة الشرقيةمرورا بالصفوانية وهي قرية تقع عند تقاطع فرعي بردى وتشكل آية جمالية ربانية(الصوفانية اليوم) والزبلطاني حالياً مع منطقة عين ترما الخصيبة جدا والتي كانت الى الامس القريب تغطي حاجة دمشق من الخضار الصيفية وحليب البقر والاجبان ووادي عين ترما وزراعاته الشهيرة واشجاره والممتد ختى مشارف قرية جوبر.
كانت هذه البساتين بيد اصحابها لكن هشام وصع اليد عليها لحسنها وجعلها من املاك الدولة ، واهتم بتطويرها زراعيا فأينعت اكثر واعطت لمدينة دمشق رونقا زاد دمشق وغوطتها بهاء وجمالا…
وكانت تقتحم المنطقة هذه اضافة الى ينابيعها العذبة العديدة اربعة فروع من فروع بردى زادت من خصبها…

وذهبت التسمية الى بستان هشام ” الحقوا الدنيا ببستان هشام” سائليني يا شآم

كل هذه المساحة في الخريطة هي بستان هشام وليتها بقيت هكذا فمايصل من انهارها الاربعة هي مياه آسنة وابيدت كل نبتة خضراء فيها وبنيت بها الابراج العمرانية واكتست بسبب الكثافة المرورية بالغبار والتراب…
ليته بقي بستان هشام وليت الشام الغناء بقيت الشام…
وليت الغوطة الخضراء بقيت الغوطة الخضراء

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *