يوسف أسعد داغر (1899-1981م)

يوسف أسعد داغر (1899-1981م)

يوسف أسعد داغر (1899-1981م)

مولده ونشأته: هو الأستاذ يوسف بن الشيخ أسعد بن خليل داغر، وأمه حنة بنت يوسف داغر، بزغ نجم هذا الأديب العبقري في قرية مجدلونا من أعمال مديرية إقليم الخروب من منطقة الشوف بلبنان يوم 12 تموز 1898م، وأسرة داغر من الأسر اللبنانية العريقة بقدمها ومجدها التليد.

يوسف أسعد داغر عالم مكتبي، ومؤرخ لبناني محقق، وبحّاثة مدقق، ومترجم بارع ومن كبار الاختصاصيين في علم المكتبات (الببليوغرافية)، وعلم الخطوط (الباليوغرافية)، وفقه اللغة (الفيلولوجية) وعلم التوثيق، وعلم الأصول المعروف بـ «علم الديبلوماتيك» والعلوم المساعدة لعلم التاريخ.

 تلقى دراسته في مدرسة القديسة «حنّة» المعروفة بمدرسة «الصلاحية»  في القدس حيث مكث عشر سنوات درس فيها العربية والفرنسية واليونانية القديمة واللاتينية، والفلسفة واللاهوت والتاريخ والجغرافية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والجيولوجية وعلمي الحيوان والنبات وعلم الفلك.

في خدمة التعليم: بعد عودته من المدرسة الصلاحية في القدسقضى الفترة بين 1923 ـ 1929م أستاذاً للتاريخ والأدب الفرنسي في المدرسة الأسقفية في صيدا ودير القمر في الكلية الوطنية في الشويفات.

دراسته الجامعية:  وفي عام 1929م أوفد في بعثة علمية إلى فرنسا إثر نجاحه في فحص اجتازه بتفوق، ودخل جامعة السوربون للتخصص بعلم المكاتب وفن تنظيمها الحديث في معهد (الشارت)، وهو من المعاهد المشهورة في العالم ونال دبلوم التخصص العالي بفن المكتبات الحديث وحصل إلى جانب ذلك على ماجستير في الأدب والتاريخ من جامعة باريس،، ثم دخل المكتبة الوطنية في باريس وتمرن فيها في فن المكتبات عمليًّا في جميع المصالح الفنية التي تقتضيها إدارة المكتبات الفنية.

عودته إلى بيروت: وفي أواخر عام 1931م عاد إلى بيروت وعين أميناً مساعداً لدار الكتب اللبنانية يعمل على تنظيمها في ظروف وأحوال مشبعة بالرجعية، وضمن إطار من التشريع الجامد الذي كان يحول دون الانطلاق نحو التطور المبدع الخلّاق.

 ولما عاد إلى بيروت عام 1931 عين أميناً مساعداً لدار الكتب الوطنية اللبنانية.

في عام 1950 انتدب للعمل في الجامعة اللبنانية، حيث عهد إليه بإعداد قوائم مفصلة في الأصول وكتب الأمهات والمراجع لتكوين مكتبتها الجديدة، وفي عام 1951 دعاه المجلس الثقافي البريطاني لزيارة لندن وبريطانية، فزار جامعات لندن وأكسفورد وكمبردج وإدنبره ومكتباتها، ومكتبة المتحف البريطاني التي تُعد من أغنى مكتبات أوربة، واتصل بعدد من المستشرقين الإنكليز.

في عام 1952 دعي للعمل في قسم الشرق الأدنى بمكتبة الكونغرس التي تضم عشرين مليون كتاب في مختلف اللغات، فأمضى سبعة أشهر، زار في أثنائها أيضاً مكتبات جامعات هوبكنز وبنسلفانيا وبرنستن وكولومبيا، وحضر مؤتمر جمعية أمناء المكتبات الأمريكية، كما زار مكتبة كليفلاند وديترويت وشيكاغو العامة، وجلب معه من هذه الرحلات ثلاثة آلاف كتاب هدية لدار الكتب الوطنية اللبنانية.

عمل داغر أيضاً أميناً عاماً لدار الكتب الوطنية اللبنانية، وأميناً لمكتبة الجامعة اللبنانية، وأميناً مساعداً لمكتبة الجامعة الأمريكية، ومحرراً في قسم الصحافة والأنباء في السفارة الأمريكية في بيروت، وأميناً لمكتبة المركز الإقليمي لتدريب كبار موظفي التعليم في الدول العربية، وخبيراً من قبل اليونسكو في وزارة التربية والتعليم السودانية، وموثقاً وخبيراً للببليوغرافية في المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، وكان عضواً مؤسساً في عدد من جامعات أمناء المكتبات في لبنان وبريطانية وفرنسة والولايات المتحدة الأمريكية والأردن، وعضواً في جمعيات: أهل القلم، وأصدقاء الكتاب، ومجلس الشوف في لبنان، وحضر أحد عشر مؤتمراً لأمناء المكتبات في العالم، وللأدباء والكتاب العرب، وللمستشرقين، وظل يواصل نشاطه الدائب حتى وافته المنية.

وضع يوسف أسعد داغر أربعين كتاباً من الكتب الموسوعية وغيرها، بين تأليف وترجمة، بالعربية والفرنسية، نشر بعضها ولا يزال بعضها الآخر مخطوطاً، كما نشر أكثر من ثلاثمئة بحث ومقالة في المجلات العربية كالأديب والعرفان والمسرة والمعارف والكتاب في التاريخ والسير وعلم المكتبات وتاريخها القديم والحديث، والفهرسة العلمية وشروطها، ومن أهم هذه الآثار «فهارس المكتبة العربية في الخافقين» و«مصادر الدراسة الأدبية» و«قاموس الصحافة اللبنانية» و«في الأدب المقارن» و«الدعاوة والنشر على ضوء علم النفس الحديث وعلم الاجتماع» و«دليل الأعارب إلى علم الكتب وفن المكتبات» و«الاغتراب والهجرة في لبنان» و«الديمقراطية في المكتبة العربية» و«محاضرات في علم المكتبات الحديث وفن تنظيمها» و«التوثيق التربوي – مفهومه ومدلوله ومراكزه الكبرى في الشرق والغرب».

رحلاته في سبيل العلم: دعي من قبل منظمة الأونيسكو لحضور مؤتمر دولي ضم مشاهير علماء (البيليوغرافيا) وخبرائها، وقد عقد في لندن في نيسان 1951م، ثم دعي إلى المجلس الثقافي البريطاني لزيارة إنكلترا ومكتباتها الكبرى والمنظمات الثقافية الكبرى فيها وأهم الجامعات في لندن وأكسفورد وكمبريدج وأدنبرة وغيرها، وفي عام 1952م دعي من وزارة الخارجية الأمريكية ومكتبة الكونغرس في واشنطن لزيارة أمريكا والإشراف على تنظيم القسم العربي في تلك المكتبة التي تعد أكبر مكتبة في العالم، إذ يزيد عدد ما فيها من الكتب على عشرة ملايين مجلد، وقد مكث في أمريكا سبعة أشهر، زار خلالها كثيراً من مكتباتها الكبرى بين جامعية ووطنية وشعبية.

ودعي من وزارة المعارف في المكسيك لزيارتها وتوطيد الروابط الثقافية بين المكسيك ولبنان وفقاً للاتفاق المعقود بين البلدين، وبقي في المكسيك مدة شهرين تفقّد مكتباتها الكبرى، وحاضر في كثير من النوادي والجمعيات التابعة للجاليات اللبنانية السورية، وقد تمكن بسعيه المتصل من الحصول على ألوف منالمجلدات بلغات شتى، تبرع بها هدية لدار الكتب اللبنانية ولمكتبة الجامعة اللبنانية في بيروت، وسبق أن أهداها ثلاثة آلاف مجلد حصل عليها خلال زيارته لإنكلترة، وهذا ما يدل على إخلاص المترجم وتجرده وحبه لنشر الثقافة، وأن يهيئ للنشء الطالع غذاء روحيًّا وثقافيًّا يتاح لهم أخذه خلال ارتيادهم لدور الكتب اللبنانية.

المؤتمرات العلمية الني انتدب لحضورها: انتدب إلى مؤتمر الأونيسكو العام الثالث المنعقد في بيروت عام 1948م، ولمؤتمر الأونيسكو العام المعقود في باريس عام 1951م، وإلى مؤتمر أمناء المكاتب الإنكليزية المعقود في مدينة أدنبرة في حزيران 1951م، ولمؤتمر المكتبات العام الذي عقدته جمعية أمناء المكتبات الأمريكية في نيويورك بشهر تموز سنة 1952م، والذي حضره أكثر من خمسة آلافعضو، ولمؤتمر المكتبات العام في المكسيك المعقود في تشرين الثاني 1952م ودعي لمؤتمرات المستشرقين العام المعقود في مدريد عام 1935م، ومؤتمر المستشرقين الإيطاليين.

شهاداته العلمية: يحمل البكالوريا الرسمية، وديبلوم التخصص من معهد تخريج المكتبات العالي في باريس، وليسانس في التاريخ من باريس، ماجستير في الأدب والتاريخ من جامعة باريس وهو عنصر في اللجنة الوطنية اللبنانية للأونيسكو، وفي جمعية أمناء المكتبات في فرنسا وإنكلترا وأمريكا، وعضو الجمعية الآسيوية الأمريكية في نيوهافن، وفي جمعية أهل القلم في لبنان.

مؤلفاته: 1 ـ أخرج (350) مصدراً في دراسة أبي العلاء المعري، 2 ـ الأدب المقارن، القصة الروسية في الأدب العربي الحديث، 3 ـ بولونيا بين الماضي والحاضر (ترجمـة)، 4 ـ الدعاوى والنشـر على ضوء علم النفس وعلم الاجتماع الحديثين، 5 ـ فهارس المكتبة العربية في الخافقين، 6 ـ المكتبات العامة وأثرها في تكون الثقافة، 7 ـ أنهلي، وهي رواية رمزية شعرية جول سلوفتسكي، 8 ـ مصادر الدراسة الأدبية الجزء الأول من العصر الجاهلي إلى عصر النهضة، 9 ـالجزء الثاني الفكر العربي الحديث في سير أعلام القسم الأول (الراحلون)، 10 ـ خواطر المؤتمر الأمريكي للثقافة الإسلامية وعلاقتها بالعالم اليوم، 11 ـ حول المهاجرة في لبنان مصادر ومراجع، 12 ـ العذراء مريم في المكتبة العربية.

وله نحو 150 مقالاً علميًّا في موضوعات علمية وأدبية وتاريخية وفنية ظهرت في كثير من المجلات العربية في الشرق العربي كالعرفان والأديب والرسالة المخلصية والمسرة والحكمة ومجلة المكتبات وغير ذلك.

وبين المؤلفات التي يعمل على إصدارها الجزء الثالث من مصادر الدراسة الأدبية والرابع والخامس وأصول المسرح العربي وتاريخه.

ويعتبر المترجم من نوابغ الأدباء والمؤلفين الذين بذلوا جهداً كبيراً في سبيل نشر الثقافة وإخراج مؤلفات قيمة، وقد مثّل القومية العربية في المؤتمرات العالمية التي حضرها أفضل تمثيل بثقافته العالية ولباقته.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *