القديس الشهيد رزق الله بن نبع الدمشقي(1477م)
القديس الشهيد رزق الله بن نبع الدمشقي(1477م)
السيرة الذاتية، وقصة استشهاده
اصله من مدينة دمشق، كان كاتباً مباشراً في الديوان لدى امير طرابلس أو نائبها، وقيل لدى ثلاثة من النواب آخرهم المدعو ازدمر وكان رزق الله مقدماً عنده وصاحب سره مكرماً عند الخاصة والعامة من أهل المدينة. وكان الوالي يثق به ويعتمد عليه ويحبه، لذلك حرص على ان يحوله عن ايمانه بالمسيح الى الاسلام، وقد انتهج في ذلك اسلوب الرفق والملاطفة، لكن محاولته باءت بالفشل بعدما ابى رزق الله ان يتنازل عن ايمانه بالرب يسوع تحت أي ظرف، فشعر النائب بالمهانة واغتاظ لذلك اشد الغيظ، وأمر بطرح رزق الله في السجن آملا ان ينال منه مبتغاه بالشدة، بعدما فشل باللين.
انتظر الوالي أياماً اوفد بعدها بعضاً من حاشيته الى رزق الله عسى ان يكون قد لان ورضخ، فجاؤوا اليه وعرضوا عليه عطايا جزيلة القيمة، فلم يصغ اليهم ولا أغرته عطاياهم، بل جاهر باسم الرب يسوع أمامهم غير مبال بوجوههم، مؤكداً أن إيمانه ليس برسم البيع، وزاد امتناع رزق الله الوالي إصراراً وتصميماً على نيل مبتغاه منه مهما كلف الأمر. اليس هو الوالي؟؟؟ وكلمة الوالي لاترد!!!
فقام يتهدده، ويصف له أنواع العقوبات التي سيُنزلها به إن هو بقي على عناده. فكان جواب رزق الله:” ان هذه الدنيا وشرفها وفخامتها، هي عندي كل شيء كالظل العابر، وإني لأستهجن عقوباتكم وعذاباتكم وتهديداتكم، ولست أبالي بها لأن محبة الهي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الوحيد تلزمني.”
ثم أن رزق الله دخل والمرسلين من الوالي في حوار جريء تجلت فيه جسارته وشهامته. فلما رأوه ثابتاً على رأيه غير متزحزح عن إيمانه، نقلوا للوالي خيبتهم، فأمر بضرب عنقه.
استشهاده
أخرج العسكر رزق الله خارج المدينة الى مكان يدعى “تل المشتهى”. هناك طلب من السياف أن يُعطيه مهلة ريثما يصلي.؟ فكان له ما أراد.
وقف رزق الله ووجهه نحو الشرق، ثم سجد الى الأرض واخذ تراباً، وتناوله كما لو كان جسد المسيح ودمه، ثم انتصب ورفع ذراعيه وصلى قائلاً:” ايها الرب يسوع المسيح إلهي على اسمك أقبل الشهادة فأعني في هذه الساعة، اقبلني كالقربان النقي في هذه الليلة الشريفة في يديك استودع روحي.”
ولما قال هذا مد عنقه للسياف ثابتاً واثقاً وقال له:” اضرب على اسم سيدي يسوع المسيح.” فهوى السياف بسيفه بقوة فحسم هامة القديس. ثم أن قاتليه جمعوا حطباً كثيرا وشاؤوا ان يحرقوه، فما ان القوا جسده في النار حتى أنزل الرب الاله على الموضع برّداً ومطراً غزيراً حتى فاضت الأنهار، فتفرق الحاضرون جزعين وجمد لهيب النار دون ان يمس الجسد بأذى. وأتى المؤمنون اثناء الليل فأخذوا جسد القديس، ودخلوا به الى جزيرة قبرص، حيث أقاموا عليه الصلوات، بكل اكرام ووقار، ودفنوه في أحد الهياكل المقدسة.
كان استشهاد القديس رزق الله وفق بعض المصادر، عصر يوم السبت في الأول من شهر شباط آخر النهار من السنة سنة آلاف وتسعمائة وخمس وثمانين لأبينا آدم الموافق السابع والسبعين بعد الاربعمائة والألف للميلاد، فكان دخوله الى ربه شهادة لدخول ربه أيضاً وأيضاً الى هيكل العالم.
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً